رجل شرطة متغطرس، نسي مَنْ خلقه، ومَنْ بقدرته عزًَّ وجلًَّ، يستطيع تحويله، في جزء من الثانية، إلي كومة من العظام، لا تجد إلا من يطحنها في قبرها طحناً، ولجبروته وغطرسته، عامل المواطنين، الذين يفترض فيه خدمتهم، باعتباره سيداً وهم عبيد، وآخر عذًَّب، وأهان، وآذي... وقتل أحياناً، وثالث كذب ودلًَّس ولفَّق وزوًَّر... فمن سيحيا إلي أبد الآبدين، ومن منهم سيفلت من عقاب منتقم جبار، يمهل ولا يهمل....
هل يتصوًَّر أحدكم أن أحد النماذج السابقة يؤمن حقاً بالثواب والعقاب ؟!... ربما يصلي، ويصوم، ويتصدًَّق، ويزكِّي، متصوراً أن كل هذا سيقيه عذاب ظلم البشر، فماذا عمن عذًَّبهم وآذاهم ؟!... وماذا عمن قتلهم، أو تسبًَّب في عاهاتهم، أو تســتر علي من قتلوهم، أو كذب ليحميهم، أو حتي صمت علي جرائمهم ؟!... هل يمكن أن يكون من يفعل هذا مؤمناً حقاً بالثواب والعقاب ؟!.. أم أنه يتصوًَّر أن ما يفعله صحيح ؟!... لو أنه يتصوًَّر هذا، فهي كارثة ما بعدها كارثة ؛ لأن كل آية من آيات الله سبحانه وتعالي، تثبت له ولأمثاله، أن ما يفعله غير صحيح...
الخالق عزًَّ وجلًَّ لم يأمر قط بتعذيب البشر، أو قهرهم، أو إيذائهم بالفعل، أو حتي بالقول.... ومهما كانت الأسباب...
ربما هم جميعاً عبيد المأمور، به يأتمرون، وأمامه يركعون، وعن رحمته ورضاه يبحثون، فيكفيهم المأمور، الذي به أشركوا، وخالفوا، وعارضوا، وتجاوزوا أوامر وتعليمات خالق المأمور وخالقهم...
فهل تكفيهم إذن طقوس، وقد كفروا بما أمر به خالق الكون، والآمر بالطقوس ؟!
سؤال لكل عقل سليم، وهو سؤال عقلاني بحت، وليس دعوة دينية، أو انتماء دينياً لجهة بعينها...
فكلنا، نحن وهم، سيزورنا في النهاية ذلك الزائر، ولو كنا في بروج مشيَّدة، وحولنا أطقم الحراسة، ونجلس علي أكبر وأرفع العروش... سيزورنا ؛ ليروا أي منقلب ينقلبون.