هيا بنا نتبعد – ولو قليلاً - عن كون الحجاب والنقاب فرضاً إسلاميا، وأن نعمل على قياسهما بمقياس اجتماعى، وبمعيار أخلاقى! فمن هذين البُعدين، يصبحا فرض عين على كل امرأة خاصة من وهبها الله مسحة من جمال الوجة (شقراء أم سمراء)، أو مسحة من فُتنة الجسد العرسى المياس - أو كلاهما!!
فإن إخفاء هذا الجمال أو ذاك بالمحافظة عليه من عيون من فى قلوبهم مرض واجب أخلاقى اجتماعى قبل أى شىء آخر، سواء كان ذلك بحجاب أو نقاب أو إيشارب أو جلابية ساترة غير شفافة! أما أن نترك الحبل على الغارب بهذا العرض اليومى الذى نراه، سواء فى الشارع أو فى الفضائيات بكل ما لذ وطاب من أجساد نسائنا وما لونوا به عيونهن، وبما صمم المصممون من أزياء عارية تفضح أكثر ما تستُر فهذا هو غير المقبول بعينه - على الأقل - من الناحية الأخلاقية والاجتماعية قبل أن نميل قياساً إلى الناحية الدينية والشرعية!
وعودة إلى الحجاب والنقاب، فلنا أن نلحظ أن الله تعالى أورد فى كل من سورة النور والأحزاب آياته الكريمات بشأن الحجاب بعد أن أوضح لنا فى سورة النور عقوبة الزانى والزانية! وعقوبة رامى المحصنات! وعقاب من يشيع الفاحشة ومن يتبع خطوات الشيطان!! وبعد أن أوضح لنا سبحانه فى سورة الأحزاب أنه أقسط عند الله أن ندعوهم لأبائهم!!
أقول إذا لاحظنا كل ذلك لأدركنا الارتباط الوثيق بين انتشار الفاحشة وعدم الالتزام بحجاب الوجه وسُترة الجسد (النسائى والرجالى على حد سواء!!) ولأدركنا كم أخذتنا الغفلة عن المردود السلبى والسيئ على شبابنا من الجنسين، وهو أسير لهذا الكم الرهيب من العرى فى الجامعة وفى التليفزيون والسينما وفى الشارع وأينما كانوا (حتى فى رمضان)!!
ولأدركنا كذلك كم نخطو خطوات وخطوات فى طريق الشيطان والعياذ بالله!!
فالمرأة الآن لا نراها على الشاشة ولا نعرفها إلا من خلال فُتنة جسدها وجمال وجهها الربانى أو المُصطنع بالنيو لوك!! ولأدركنا أخيراً كم نحن فى حاجة إلى مفاهيم جديدة من الأخلاق أساسها "الاحتشام" فى كل شىء، احتشام فى القول، احتشام فى الفعل، احتشام فى اللبس، وهى أنواع من الاحتشامات من المؤكد أنها إذا مورست فسوف تصل بنا إلى الاحتشام فى الفكر!!