لم تكن زينب ابنة العشرين ربيعاً تتخيل يوماً انها تترك البنزين بجوار
النار عن غير قصد لتشتعل نيران الفضيحة وتلتهم قلبها قبل أي شيء فتتحمل
حياتها بين الحزن علي شقيقتها المعاقة وكرها لزوجها الذي لم يراع أي شيء
فتكره نفسها وحياتها وربما طفلها الذي أنجبته من هذا الزوج الذي لم تكن
تدري انها ستندم ألف مرة علي الزواج منه.
زينب فتاة حسناء طاغية الأنوثة تعيش بالمطرية مع والدها عامل البناء
البسيط الذي تجاوز الستين عاماً نقش خلالها الفقر والشقاء رموزهما علي
وجهه وتسلل المرض لينهش جسده النحيل ووالدتها التي لم يختلف حالها كثيرا
وشقيقتها عواطف "12 سنة" المعاقة ذهنيا.
تركت زينب دراستها منذ المرحلة الاعدادية لتعمل بأحد مصانع الملابس الجاهزة لتساعد والدها في نفقات المنزل وعلاج شقيقتها.
ارتضت زينب بهذه الحال فالأيام متشابهة والساعات رتيبة إلي أن اختطف
الموت أباها فيزداد شقاؤها وتدارك انها أصبحت مسئولة مسئولية كاملة عن
والدتها وشقيقتها كما انها أصبحت مطمعاً لشباب المنطقة ورجالها الذين تكاد
عيونهم وألسنتهم تلتهمها كلما غدت أو راحت فوافقت علي الزواج من جارها
السائق أحمد فور تقدمه بطلب يدها ليشاركها تحمل مسئولية أمها وأختها.
تمت مراسم الزواج سريعة وانتقلت للاقامة معه بمنزله المجاور لمسكن
أسرتها ومرت أيام العسل سريعة لتدب الخلافات وتدرك العروس انها اضافت هما
جديدا لهمومها الثقيلة بعدما فوجئت بزوجها يتعاطي المخدرات في مسكن
الزوجية ويرفض الخروج للعمل ويطالبها بالمال للانفاق علي مزاجه وعندما
ترفض يتعدي عليها بالضرب والشتائم.
دفنت زينب همومها بداخلها وحاولت التعايش مع الأمر الواقع حتي جاء
اليوم المشئوم عندما خرج الزوج من مسكنه بعد مشاجرة حامية معها بسبب
مطالبتها له بالعمل لقنها خلالها علقة ساخنة وبعد خروجه حضرت شقيقتها
المعاقة فتركتها زينب بالشقة لملاحظة ابنها الرضيع وتوجهت إلي السوق لشراء
احتياجات المنزل ليعود السائق فيجد عواطف والرضيع بمفردهما فلعب الشيطان
برأسه وقام بالتعدي علي شقيقة زوجته ومواقعتها وفض بكارتها دون ن يرحم
اعاقتها وصرخاتها المكتومة وهددها بالقتل ان اخبرت أحداً بما حدث.
مرت الأيام والشهور دون أن يدري احد بما حدث خوفا من بطش ذلك الذئب
البشري ومع مرور الوقت شعرت بآلام شديدة تعتصر بطنها حيث بدأت علامات
الفضيحة تظهر عليها.. لم تصدق والدتها وشقيقتها ان تكون حاملا فأسرعتا بها
إلي المستشفي وهناك علمتا انها حامل في شهرها الرابع فأخبرتهما بتفاصيل ما
حدث بينها وبين زوج شقيقتها فلم تتحمل زينب الصدمة وسقطت مغشيا عليها
وبعدما أفاقت توجهت إلي رئيس مباحث المطرية وأخبرته بما حدث فألقي القبض
علي الزوج وقدمته النيابة إلي محكمة الجنايات برئاسة المستشار أحمد سيد
أحمد وعضوية المستشارين هشام سرايا ومصطفي عطية بأمانة سر أحمد صبحي والتي
عاقبته بالسجن 3 سنوات لتتجرع زينب بقية حياتها مرارة فعلة زوجها ومأساة
اختها.