نعم أقول هذا العنوان سخريةً من أحوالنا السياسية التى وصلنا إليها على الجانبين المحلى والدولى، فأصبح الفراغ السياسى لا يملؤه أحدا، وأصبحت لدينا أزمة فى القادة والأحزاب المصرية، ولابد أن ندرك ذلك ونعلمه جيداً، وما تنقله صحفنا اليوم من حملة التغيير الذى يطالب بها البرادعى كل يوم، لا تعبر إلا عن برهان لحقيقة الأمل الذى نبحث عنه جميعاً، ولعله يأتى من يدرك حال الشعب المصرى بعيداً عن الحزب الحاكم الذى سيطر عليه الرأسماليون بكل قوة، وأصبحوا يفصلون القوانين لتخدم مصالحهم المالية والاقتصادية فقط دون أن يدركوا حجم معاناة المواطن الضعيف، ولكن هل بالفعل البرادعى الحلم الجديد لـ 80 مليون مصرى بعد حلم المونديال؟!
الحقيقة التى لا يدركها أحد أن الوقت يمر، والبرادعى عاد إلى الوطن ولا يحمل فى أجندته أى برنامج سياسى يمكن أن يأخذ بأيدينا للعودة مرة أخرى على الساحتين الداخلية والخارجية، ويؤكد بكل حدث وحديث ضرورة تغيير الدستور المصرى حتى تسنح له الفرصة للترشيح فى الانتخابات القادمة، والذى يفكر فى الإطار المحيط بعقلية البرادعى ويتأمل فى تلك الكلمات القليلة يعلم تمام الثقة أن البرادعى يقول سأظل أعيش فى جلباب أبى، ولن أخرج عن فلك النظام، لأنه طبقاً لحسابات الرياضيات التى تعلمناها جميعاً فى مدارسنا ما الوقت المتبقى أمامه لتغيير الدستور مقارنة بنسبة التوكيلات التى يحصل عليها؟
ومن هم الذين سيقومون بتغيير الدستور فى الوقت الحالى لكى يترشح البرادعى؟
الإجابة تُعد بسيطة، وهو أن الدستور ليس مسلسلا رمضانيا يمكن تصويره فى أيام معدودة، وإنما يحتاج إلى وقت طويل لكى يتم التغيير، وذلك من أجل الحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة، بالإضافة إلى أن الذى سيقوم بتغيير الدستور هم أبناء الحزب الحاكم الذين يقبعون فى ردهات وممرات وقاعة مجلس الشعب، وبالنظر إلى الناتج الأخير لما سبق، فإن المدة التى يستغرقها تغيير الدستور والموافقة عليه ليست أقل من عام، عندها سيكون الحزب الحاكم نصب الابن الشرعى الجديد له فى ذلك المقعد، فالسيناريو القادم مرسوم بحبكة عالية فى أروقة الحزب الحاكم!، ولا تتخطى عقدة الدراما به عُقد أفلام خالد يوسف، وسنشاهد الأوجه هى هى للأحزاب المتبقية بدون تغيير يلعبون دور الكومبارس الذى يكون مسروراً بدور المشاركة فى العمل الفنى من أجل ظهوره لدقائق معدودة على الشاشة ومقابل القليل من الأموال ليجددوا مقر أحزابهم.
فدور البرادعى أصبح لا يخرج عن دور الدبلوماسية التى أتقنها فى التعامل مع ملفات وكالة الطاقة النووية، والتى يلعبها الآن مع الشعب المصرى، ولكن لعل تعود المعجزات ويكون سبب فى تغيير الدستور!، لكى أقول زغرتى يامه هبقى رئيس الجمهورية المرة الجاية.