قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} سورة الحجرات الآية 10، وقال تعالى: { وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ} سورة الأنفال الآية 75.
عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط قالت: سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول: (ليس الكذاب الذى يصلح بين الناس، فينمى خيرا أو يقول خيرا).. متفق عليه.
وفى رواية مسلم زيادة (قالت: ولم أسمعه يرخص فى شئ مما يقول الناس إلا فى ثلاث، تعنى الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة لزوجها)... متفق عليه.
(ليس الكذاب) أى إثم الكذب أو معناه ليس بكثير الكذب.
(الذى يصلح بين الناس) أى يكذب للإصلاح بين المتباغضين لأن هذا الكذب يؤدى الى الخير.
(فينمى خيرا) أى يبلغ خبرا فيه خير.
(أو) شك من الراوى، أى شك هل قال: (فينمى خيرا أو قال يقول خيرا).
وفى رواية مسلم لهذا الحديث فى بعض طرقه زيادة على الرواية المتفق عليها:
(قالت) أى أم كلثوم.
(يرخص) من الترخيص.
(فى شئ مما يقول الناس) أى انه كذب.
(إلا فى ثلاث) أى من خصال.
(تعنى) أى أم كلثوم بتلك الثلاث.
(الحرب) كأمن يقول لأعداء الدين: مات كبيركم أو لنل جيش كبير يأتينا، أو نحو ذلك مما فيه مصلحة عامة للمسلمين، فيجوز ارتكاب الكذب لعظم النفع.
(والإصلاح بين الناس) بأن يقول مثلا لزيد: رأيت محمد، يعنى عدوه يحبك ويثنى عليك خيرا وذلك ليصلح بينهما.
(وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها) كأن يقول أحدهما للآخر لا أحد أحب إلي منك، فهذا الكذب جائز لعظم المصلحة المترتبة عليه