ما بين اختلاط مفهوم العلاقة الحميمة والجماع، وحول تدريس الثقافة الجنسية فى المدارس بما فيها التابعة للأزهر الشريف، أثارت أحد الندوات لبعض علماء الأزهر والأطباء القيل والقال لدي البعض ما بين مؤيد ومعارض، وخلال ندوة المركز الدولي للسكان التابع للأزهر التى حملت عنوان "الضوابط الشرعية لتنظيم العلاقة الحميمية" طالب أحد العلماء بتغيير عنوان الندوة من العلاقة الحميمة إلى الجماع حتى لا يحدث التباس فى المعنى وخاصة لدى العامة فيما يتعلق بمعنى العلاقة الزوجية.الدكتورة سعاد صالح وحول أحداث الندوة وهدفها من تدريس الثقافة الجنسية فى المدارس قالت د. سعاد صالح استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر خلال برنامج (90 دقيقة) على قناة "المحور الفضائية" : أن الندوة كانت مفتوحة حضرها أساتذة شرعيين ومنها الأطباء المختصيين فى علم العقم والذكورة وأمراض النساء نظراً لجهل الشباب والأزواج ، فإلى الآن كثير من الزوجات لا يعرفن أن هذه العلاقة من حق الزوجة كما أنها من حق الزوج ، وأن من حقها أن تطلبها من زوجها ، ولا يقتصر هذا الأمر على الزوج فقط لأن طبع الحياء هو الغالب على المرأة ، بالإضافة إلى أن هذه الفكرة العامة السائدة بين معظم النساء وهي أن طلب العلاقة الحميمة قاصر فقط على الرجل يدعوها لها كما يشاء حتى وإن كانت غير راغبة فى هذه العلاقة .
وأضافت د. سعاد صالح : أن البعض استخدم أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام لذم أو لعن الزوجة التى لا تستجيب لدعوة زوجها ، وتطرقت الندوة إلى أن هذه العلاقة لا بد أن تقوم على الرغبة من كلا الطرفين ، كما وضحت الآية القرآنية الكريمة فى سورة البقرة ونظمت هذه العلاقة حين قال تعالي
نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ) ، مشيرة إلى أن "قدموا لأنفسكم" تعنى ما يسبق هذه العلاقة من ترغيب ومداعبة وغير ذلك ، والقرآن الكريم تعرض إلى هذه العلاقة من حيث الوقت والكيفية والآداب، أيضاً تعرضت لها السنة النبوية وأكدت على أن يجب أن يكون هناك اتحاد فى الاحساس بين الزوجين ، لأن غريزة الجنس مثل بقية الغرائز الأخرى التى خلقها الله سبحانه وتعالي فى الانسان ، ولكن السؤال هو كيف تقدم هذه الثقافة؟.
وأجابت د. سعاد صالح خلال الحلقة عن هذه النقطة الشائكة مؤكدة أنها لابد أن تتم عن طريق المتخصصين الشرعيين أو الأطباء ولكن لا تقدم بأسلوب فاحش ، فالقرآن الكريم استخدم الكنايات وأسلوب التعريض ، فلابد أن نلتزم أيضاً بهذا الأسلوب الذي يتسم بالعفاف والطهارة.
آراء منقسمة السعاده الزوجية لاتكتمل إلا مع
السعاده الجنسية للزوج والزوجة
تطرقت شبكة الإعلام العربية لموضوع تدريس الثقافة الجنسية من قبل، واختلفت الآراء ما بين مؤيد ومعارض بل أن البعض يري أن هناك موضوعات أهم لنقاشها من الثقافة الجنسية لأن هذه الثقافة تناسب الشعوب التى تتسم بالرفاهية، ومع احترام جميع الآراء كانت هذه أحد نماذج التعليقات :
يقول عجيب من الأردن : "لاشك أن هناك تقصير من الأهل ومن مناهج التعليم بالعالم العربي لاهمالهم الثقافه الجنسيه للذكور والإناث مما يجعل المراهقين يستقون معلومات وممارسات خاطئه عن الحياه الجنسية عند الزواج ، وأنا أتفق تماماً وحسب خبرتي أن السعاده الزوجية لاتكتمل إلا مع السعاده الجنسية للزوج والزوجة".
وترى "شجن" من مصر أن هذه الثقافة شئ ضروري قائلة : "أنا في رايي أن الثقافة الجنسية شئ ضروري جداً ، ولازم كل الشباب والفتيات يتعلموها ويأخدوا دروس فيها منعاً لحدوث أي مشاكل أو عواقب يصعب التخلص منها أو القضاء عليها مع مرور الزمن، ومنعا لأن يبحث الشريك عن شريكة أخري يجد معها لهيب الحب".
وفى الوقت نفسه ابتعد البعض عن التعليق بصورة موضوعية بل اتسم الرأي ببعض من الأنانية أو قد يكون على سبيل المزاح يقول "أمير" صاحب التعليق بعنوان "الثقافة الجنسية" :" أنا مع معرفتها وتعليمها بس للرجال فقط ، لكن النساء لا عشان عيب".
وبعنوان "لا تفعلوا مثل الآخرين" يؤكد قارئ باسم خواجة 52 : أن الثقافة الجنسية ضرورة لكل مقدم علي الزواج حيث أن الحياة الزوجية السعيدة هي في الحقيقة ممارسة جنسية صحيحة ،ولنصل لهذة العلاقة الوثيقة بين المعرفة وحالة الخجل العربي يجب أن يكون تعاون بين المدرسة والمنزل بحيث يكون هناك منهج للمعرفة التشريحية للأعضاء التناسلية فقط دون الخوض في التفاصيل ،وواجب المنزل عند الزواج وليس في فترة المراهقة يتم تعريف العريس بمعرفة أبيه أو أعمامه أواخواله وهذا مايحدث فعلا ، وأما البنت يتم تعريفها بمعرفة والدتها.
وضرب خواجة 52 مثلاً أن "من يطالب للمعرفة بدون سبب قلة أدب" ، وذلك لأن المراهق بعد معرفته يريد تجربة ما عرفه ، وتبدأ من هنا المشاكل ، والاسلام علمنا كل شيئ حتي لاننزلق مثل الآخرين.
وبالرغم من الاختلاف فهناك يدعو إلى تدريس الثقافة الجنسية خلال ضوابط دينية وأخلاقية حضارية والبعض يرفضها ويفضل أن تؤجل إلى سن الزواج ، وبين الرأيين فإن الفكرة جريئة وتحتاج إلى تكاتف بين العلم والدين، ولكن قبل الرفض أو الفصل فى هذه القضية يجب على الآباء أن يواجهوا أنفسهم ببعض الأمور التى تحسب عليهم فى حقيقة الأمر ، ويسألون أنفسهم هل هم فعلاً مصدر جيد للمعلومة لأبنائهم فى الأمور المبهمة ، هل كل أب وأم لديهم الخبرة والثقافة للرد على أي سؤال محرج بحسب عمر الطفل أو المراهق وما الذي يجب أن يقال أم لا ، أم يفضلون وسيلة الهروب للخروج من هذا المأزق؟ أم يتركون أبنائهم للمصادر الأخري كالانترنت والأصدقاء والمجلات وهم على مشارف سن المراهقة.
فى الوقت نفسه لا نريد أن نظلم كل الآباء فبعض الأسر المسلمة مازالت حريصة على أن ترسل أبنائها وبناتها لتعلم فقه الزواج على أيدى المتخصصين من علماء الدين وهذا العلم يتناول هذه العلاقة بكل ضوابطها بطريقة لا تخدش الحياء .. ولكن المعادلة صعبة وتحتاج للكثير من التخطيط والضوابط والتكاتف بين البيت والمدرسة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم قدرة الشباب على الزواج فى زمن الفضائيات والانترنت..المحيط