لا يمكن تمييز فايس، وهو اسم مستعار لشاب مغربي يعيش في تل أبيب، عن باقي الشبان اليهود في المدينة، ولكن إذا حادثته، تستطيع أن تميز من لكنته، بأنه غير إسرائيلي، ولكنه يقيم في البلاد منذ فترة طويلة.
قصة فايس، اهتمت بها صحيفة يديعوت احرنوت، التي أجرت عنه تحقيقا أرفقته بصور له، ومع ذلك، لم تنشر اسمه الحقيقي بناء على رغبته. قدم فايس نفسه للصحيفة العبرية الأوسع انتشارا، بانه مسلم مغربي من المناطق الفقيرة في الدار البيضاء، وصل إلى إسرائيل عام 1997، بتأشيرة طالب للدراسة في تل أبيب.
وما جرى معه منذ وصوله إلى تل أبيب حتى الان، وهو ما تطلق عليه الصحيفة الإسرائيلية "القصة الرائعة" تحولت إلى كتاب باللغة الفرنسية، أعده الصحافي (فايكال غ)، ونشرته دار رام.
ويتضح من قصة فايس، انه وقع في غرام إسرائيل، وقال للصحيفة، إنه في أثناء نقاشات مع عرب إسرائيليين، تجادل معهم مدافعا عن إسرائيل، وأبدى تعاطفا مع ضحايا العمليات التفجيرية التي نفذها فلسطينيون.
وقال فايس، انه التقى صديقته، عندما كانت مجندة في صفوف الجيش الإسرائيلي، فوقع في الحب للمرة الأولى، وكان ذلك في إسرائيل. وهو يعمل الان موظفا في شركة إلكترونيات في تل أبيب، وقبل عامين انتهت إقامته كطالب في تل أبيب، ويواجه الان، حسب الصحيفة الإسرائيلية كفاحا مريرا مع وزارة الداخلية لتمديد تأشيرته والسماح له بالإقامة في تل أبيب.
وحديث فايس عن حبيبته وأصدقائه وإيمانه بسياسة إسرائيل، قد لا يروي عطش الفضوليين الذين يرغبون في معرفة أسباب أخرى، تجعله، بخلاف الرأي العام في بلاده، مأخوذا إلى هذا الحد بإسرائيل.
ولكن فايس لا يقدم الكثير من المعلومات، وربما بعضها قد يساعد في فهم موقفه، فهو يقول إن قصته بدأت عندما ذهب إلى مدرسة يهودية في الدار البيضاء.
دبرت له والدته، تذكرة سفر، وجهزت حقيبة ملابسه، والغريب أنها كانت تعرف انه إذا ذهب إلى تل أبيب فانه لن يعود، كما يقول فايس، ولكنها أرادت أن تتيح له فرصة في هذه الحياة، حسب تعبيره.
ويصف فايس ليلته الأولى في المدينة الإسرائيلية الأولى "كنت خائفا وجائعا وحائرا، ورجال الأمن في المطار، وتعرضت للتفتيش اكثر من مرة من قبل رجال الأمن، حيث كنت ارتدي سترة في الصيف".
وبعد أن تأكد الحراس من أن فايس "ليس إرهابيا" رحبوا به بالعبرية، وتلقى عونا من الإدارة المالية في الجامعة، وحصل على عمل ليساعده في دفع مصاريف دراسته.
وحسب فايس فانه كان يحاول إقناع زملائه من العرب الإسرائيليين بما يسميها افضال الديمقراطية الإسرائيلية قائلا لهم "لو تحدث أي منكم مثلما تفعلون الان في العالم العربي، لمنعتم، ولو وجه أحدكم انتقادا علنيا في المغرب مثلا مثل ما تمارسونه هنا، لوجد نفسه في السجن، ثم إذا كنتم لا تحبون التعليم هنا لماذا لا تذهبون انتم للدراسة في مصر؟".
عن حياته في تل أبيب، يتحدث كتابه الذي صدر بالفرنسية، وكتب مقدمته شيمون بيرس، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي رأى في نموذج فايس أنه يمثل "المعنى الحقيقي للسلام، يجسده شخص ذهب للبحث عن التعليم، ووجده بغض النظر عن العرق أو الدين".
ووصف الناشر تحمسه للكتاب لأنه كما يقول "يمثل السلام الحقيقي بين الناس، ويحمل رسالة أرجو أن تستوعب في فرنسا، حيث توجد توترات بين المسلمين وغير المسلمين".
ويقول الناشر ان في قصة فايس أيضا "جميع عناصر النجاح التي يمثلها المهاجرون بغض النظر عن أي بلد يتحدث". ويخطط فايس الان، للخروج في جولة سياحية للراحة مع صديقته، وسيقصد الهند ونيبال، ويعود بعدها إلى تل أبيب.