الطفل يحتاج للمشاعر الرقيقة أكثر من المنهج العقلي في التربية
من الأخطاء لدى البعض الاعتقاد بأن المحبة تعني توفير الملابس والهدايا وما شابه ذلك بينما الحب الحقيقي الذي لا ينتبه إليه الكثير من الوالدين هو عواطفهم ومشاعرهم, وكذلك عدم الاكتراث بمشاعر الطفل وأحاسيسه، فقد يترك للخادمة التي قد لا تكون مؤهلة، أو ينتقد ويوبخ على كل صغيرة وكبيرة، أو يقال له كلمات تعني أنه عبء ثقيل كوصفه بالإزعاج والمضايقة وقلة الفهم وعدم التركيز أو أن أخاه أو الأطفال الآخرين هم أحسن منه الشيء الذي يبعث الحقد والغيرة (وما أكثر ذلك عندنا الله يهدينا لحسن التربية)
فالطفل الذي يشبع من الحب والحنان يكون أميل إلى الطاعة والتعاون والانضباط لذا يعتبر توفير العطف والمحبة ركنا أساسيا من أركان تربية الطفل بجانب فهم تصرفاته وكسب ثقته.
وإذا كان مثل هذا الأمر ينطبق على الأشخاص البالغين والمتقدمين بالعمر, فكيف يكون الحال مع الأطفال الصغار الذين يحتاجون لمشاعر الحب والعطف والحنان من قبل من حولهم بنسبة مضاعفة عن غيرهم, وذلك ليشعروا بأنهم مازالوا موضع تقبل واهتمام من الآخرين, الأمر الذي يساعدهم للوصول إلى الاتزان الانفعالي تجاه مواقف الحياة المختلفة, فيقبل هؤلاء الأطفال على إنشاء علاقات اجتماعية بكل ثقة وقوة, ويكونوا أكثر قدرة على جذب انتباه الآخرين والتعامل معهم بيسر وسهولة.
ولكن عندما يفتقد الطفل المشاعر التي تغذي الإشباع العاطفي لديه, سيكون انطوائياً ولا يقوى على مواجهة المجتمع والعالم الخارجي, وذلك يعود لعدم منحه حقه من الحب والعطف والحنان, واستخدام أسلوب العقل والمنطق في تربيته وتعليمه.
يحتاج الطفل كغيره من أفراد الأسرة إلى الحب ويتعطش إليه منذ الأسابيع الأولى لولادته، حيث إنه لا يختلف عن البالغين في بحثهم عن السعادة والكمال عن طريق الحب، ويعد الحب عاملا ضروريا وأساسيا لنمو الطفل جسمانيا وفسيولوجيا فحاجته لا تقل عن حاجته إلى الطعام والشراب والنوم والتربية والتعليم.