يجب ان تعبر فوق النار لتدخل الجنه..!! بسم الله الرحمن الرحيم حديث اليوم من الأحاديث القدسية التي تحببنا في الجنة وفي حياتنا في الجنة وتزود شوقنا إلى خالقنا ورازقنا وما أعده لنا من خير كثير. لكنني أود أن أقول لكم جميعاً إن الهدف من هذا الحديث الذي يتكلم عن الجنة هو ازدياد الرغبة والشوق فيها فتقل عندنا قيمة الدنيا، لا لترك الدنيا كلها، وإنما لهجر المعاصي التي في الدنيا والبعد عن كل ما يغضب ملك الملوك ويبعدنا عن جنته يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اِنَّ اللَّهَ يَقُول لأهْلِ الْجَنَّةِ يَا أهْلَ الْجَنَّةِ. فَيَقُولُونَ لَبَّيْكَ رَبنا وسَعدَيكَ وَالخيرُ في يديكَ. فَيقولُ هل رَضِيتُم؟ فَيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقَد أعطيتنا ما لم تُعطِ أحدًا من خلقك فيقُولُ ألا أعطيكم أفضل مِن ذلك؟ فيقولون يا رب وأي شيء أفضلُ من ذلِك فَيَقُول أُحِلُّ عليكم رضواني فَلا أسخطُ عليكُم بعدهُ أبدًا".، الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7518 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] الله أكبر.. تخيلوا معي بعد أن ندخل الجنة وكل واحد منا سعيد سعادة لا توصف، له آلاف القصور في كل مكان لا خوف لا مرض لا موت لا مشاكل لا صحف لا حزن.. وفي يوم من الأيام مثلاً تركب أنت وأصحابك أو أنت وزوجتك بساطا في الجنة لتتفرج على ملكك وفجأة في وسط هذة السعادة تسمع نداء الله:"هل رضيتم؟؟"ياااه...!! يا رب وكيف لا يرضى مَنْ هذا حاله ومَنْ هذا مكانه وهذا ملكه؟! لكن الله أراد أن يطمئن الجميع وليقل لمن في الجنة إنكم إذا كنتم سعداء سعادة لا توصف لكن قلوبكم بها خوف بسيط من أن ينتهي هذا النعيم أو أن يفعل أحدكم عملاً يغضب الله فينزله من هذ النعيم فلا تخافوا "أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رضواني فَلا أسخطُ عليكُم بعدهُ أبدًا". أي لا تخافوا أبداً يا عبادي.اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا يارب فى الدنيا والاخرة فما رأيكم أن نبدأ الرحلة من أولها، من أول مشهد لدخول الجنة حتى نعيش مع أهل الجنة – يا رب نكون منهم- رحلتهم وحلاوة مشاعرهم في كل خطوة يخطونها إلى الجنة وفي الجنة. يسبق دخول الجنة موقف عصيب على الناس كلهم ألا وهو العبور من فوق النار لدخول الجنة عن طريق جسر فوق النار هو الصراط. لكن للأسف هذا الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف وهو مظلم لا ترى تحت قدميك وتحته كلاليب -يعني خطاطيف-- تخطف من يمر عليه... إلا الصالحين.على قدر رعب هذا الصراط الذي يجب علينا جميعاً المرور عليه إلا أن الله لا يعذب أحبابه فيجتمع الناس مؤمنهم وعاصيهم وكافرهم للمرور وتوضع الأقدام على هذا الجسر المؤلم والنار من تحتهم،"وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا(72 مريم) لكن الله رحيم بعباده، فجأة مع أول خطوة للصالحين وهم يمرون على هذا الصراط يحدث شيء عجيب، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – : ( فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت بأبي أنت وأمي، أي شيء كمر البرق ؟ قال: ألم تروا إلى البرق كيف يمر، ويرجع في طرفة عين ؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب - جمع كَلُّوب حديدة معطوفة الرأس – معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج، ومكدوس في النار ) رواه مسلم والمخدوش من تمزق جلده بفعل الكلاليب، والمكدوس من يرمى في النار فيقع فوق سابقه مأخوذ من تكدست الدواب في سيرها إذا ركب بعضها بعضا. فجأة أنت على أبواب الجنة منتظر رسولك وحبيبك لأنه يقف على الصراط يدعو الله أن ينجينا جميعاً ثم بعد أن ينتهي من الشفاعة يذهب ويخترق صفوف الملايين المنتظرين على باب الجنة ليمسك بحلق الباب ويحركها، يدق على باب الجنة، فتسمع صوتا من داخل الجنة يسأل مَن أنت؟ فيقول رسولنا: "أنامحمد بن عبد الله" فيقول: "إن الله أمرني ألا أفتح إلا لك". تخيل مشهد فتح أبواب الجنة في حديث مطول روى البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "والذي نفسُ محمد بِيده إِنَّ ما بين المِصرَاعَينِ من مَصَارِيعِ الجنّةِ لكما بين مكةَ وهَجَرٍ أَو كما بين مإباحيهّةَ وبُصْرَى". والمصراع أي حد الباب الواحد.يعني من مكة إلى بصرى مئات الكيلو مترات، أبواب عالية واسعة وفجأة ستفتح هذه الأبواب وتهب رياح الجنة برائحتها الجميلة على الناس كلها وهم يمشون خلف النبي يدخلهم الجنة كل واحد منهم بمنزله الذي يعرفه لأن الله يقول: "وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ" (سورة محمد) فكل واحد منا يعرف منزله في الجنة وقصوره في الجنة. هل تخيلت أول شيء ستفعله أول ما تدخل الجنة؟! هل ستجري فرحاً أم ستجلس وتأخذ نفسا عميقا وتقول: الحمد لله الحمد لله استرحنا .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء , صحيح مسلم ، تخيل لو وجهك ينير من شدة ما هو فرحان وجميل مثل القمر، ينير لألف الكيلو مترات، وتخيل أن المشط الذي يساوى في الدنيا جنيهات قليلة تجده في الجنة ذهبا، فما بالك بالبيت والسيارة والساعة والخاتم؟!وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن بيوت الجنة فعن أَبِي هريرة قَال فعن أَبِي هريرة قَال: قلنا يَا رَسُولَ اللَّه أَخبِرنا عن الجنَّة، ما بِنَاؤهَا قَالَ: "لَبِنَة من ذَهَب وَلَبِنَة من فضَّة، مِلاطـُهَا المِسكُ الأذفَرُ، حصبَاؤُها اليَاقوتُ واللّؤلؤُ، وتُربتها الْوَرْسُ والزّعْفَرَان، مَنْ يدخُلُها يَخلُدُ لا يَمُوتُ، ويَنْعَمُ لا يَبْأَسُ، لا يَبلَى شَبَابُهُمْ، ولا تُخَرَّقُ ثِيَابُهُمْ". ولبنة تعني طوبة وملاطها أي المونة الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 10/400 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن الترمذي رجاله