جلس على المقهى ووضع إحدى ساقيه على الأخرى أمسك بلاى الشيشة ووضع كوب الشاى إلى جواره .
سرح ببصره وخياله مع دجاجة خرجت من منزل قريب من المقهى يتبعها أبناؤها الصغار ثم بدأت تنكش فى الأرض بمخالبها ومنقارها آملة فى حبة قمح أو بقايا فتات طعام، ولكن عبثا حاولت وانتقلت من جزء إلى جزء وورائها صغارها تعلو صوصوتهم معلنة خلو الجوف وخواء المعدة معلنة قرص الجوع وألم الحرمان.
راقب الدجاجة حتى يعلم مصيرها ورفع كوب الشاى محتسيا. طال بحث الدجاجة المضنى ومن خلفها الصغار يلهبون ظهرها بالهم ويحرقون قلبها بصراخهم وظل انتقالهم من جزء إلى جزء بحثا عن الطعام و الأمل لم يخبو بداخلها يدفعها ويوهجه حب البقاء..
وفجأة
وفى ظل البحث المضنى
مرت عربة كارو مسرعة يقودها حمار أهوج وقد نام قائدها الحقيقى وتمدد على ظهرها مستريحا.
تفاجأت الدجاجة المسكينة بالعربة الطائشة فلم يحالفها الحظ فى الهروب.
رفرفت بجناحيها وحاولت الطيران، ولكن عز الطيران على كائن سموه خطأ طائر مع عدم توافر أهم قيمة فى الطائر..الطيران.
قفزت مستندة على قائميها الضعيفين وضربت جناحيها بقوة أكثر
ولكن هيهات
طيش الحمار وضعف الجناح انهى حياة العائل
ماتت الأم ويتم الصغار
فلا هى وفرت لهم الطعام ولا هم نفعوها بالأمان
ماتت قبل أن تعلمهم السعى على الأرزاق أو حتى تعلمهم ما لم تتعلم من سلفها.
أن تتوخى الحذر من طيش الحمار وغفوة القائد.
عدل من جلسته منتبها ثم انتفض واقفا صارخا ومشيرا بيديه
حاسب.........حاسب.....حاسب
أوقفوا الحمار .......أيقظوا النائم
أوقفوا الحمار .......أيقظوا النائم
أوقفوا الحمار .......أيقظوا النائم
ولكن مع الأسف
لا فهم الحمار ولا استيقظ النائم
واستمرت العربة الطائشة فى انحدارها المسرع
وقف يضرب كفا بكف ثم عاد إلى جلسته يحتسى الشاى.
وقفت امرأة بدينة تمسك طفلة فى يدها وطفل آخر يمسك فى ذيل ثوبها يتفرجان على مشهد الدجاجة وهى تنتفض من شدة الألم وحلاوة الروح وحب البقاء.
ظلت الدجاجة تنتفض وتقفز قفزات تقل تدرجيا وتضرب بجناحيها الأرض حتى قاربت السكون.
سالت الطفلة أمها قائله – أمي ..ماذا تفعل الدجاجة يا أمى؟
صمتت الأم قليلا ثم قالت – ترقص يا بنيتى ....ترقص لتطرب أبناءها الصغار.
ثم واصلوا سيرهم دون مبالاة منهم وظل الطفل الصغير المتشبث بذيل أمه ملتفتا إلى الوراء يراقب سكون الأم وصراخ الصغار
خفت انتفاض الأم وقل انتفاضها حتى سكنت تدريجيا وفارقتها روح الحياة فتفرق الصغار فى الأنحاء معتمدين على أنفسهم فى رحله فرضت عليهم.
رحلة محاولة البقاء
الرصيد
الخبره : 
النقاط : 
موضوع: أوقفوا الحمار..أيقظوا النائم 
2010-05-05, 11:34 pm
