لدي صديق يري أن الزواج يجب أن يكون بكروت شحن، ومن حقك
عندما ينتهي الرصيد أن تشحن مرة أخري أو أن تتخلص من الخط وتستبدله بآخر
بخلاف أن الرجل يمكنه أصلاً أن يعيش بتليفون البيت فقط، بخلاف صديق آخر
مدمن زواج وهو في كل مرة يتزوج فيها يعقد قرانه في مسجد السيدة نفيسة لدرجة
أنه أصبح من أشهر المجاذيب في المنطقة.
بخلاف صديق سألته (أنت اتجوزت صالوناتي ولا عن حب)
فقال لي إنه (اتجوز انفعالي)، أبديت دهشتي فقال لي إنه تزوج في لحظة انفعال
وإنه نادم لأن انفعاله كان زائدًا فجعله ينسي وصية جده الذي قال له وهو
علي فراش الموت: (اوعي تبوس واحدة غبية واوعي بوسة تخليك غبي).
بخلاف صديقي المستقر في زواجه ولم أسمع منه شكوي يومًا
ما والذي قال لي إنه مستقر في زواجه لأن الستات كلها زي بعض، فقلت له مش
فاهم فقال لي: (الزوجة عاملة زي مصطلح درجة حرارة الغرفة اللي مكتوب علي
علب الأدوية، عمر تفاصيل الغرفة ما بتفرق، وعمرنا ما عرفنا درجة حرارة
الغرفة المفروض تبقي كام، يبقي الواحد يخش في أي غرفة ويخلص نفسه وخلاص).
بخلاف صديق قال إن العزوبية جعلت كل متطلبات حياته
موجودة في محل البقالة الموجود أسفل منزله أو في «أون ذا رن» علي أقصي
تقدير وكان يتوجه إليهما وهو يعرف احتياجاته جيدًا، لكن الزواج جعله يعرف
طريق هايبر وكارفور وقال عنهما إنه أصبح الآن يرتاد محال بها كل حاجة
للدرجة التي تجعله ينسي هو كان عايز إيه بالضبط.
صديقي السابع طلق زوجته ثم أسس جمعية أهلية تطالب
بمساواة الرجل بالمرأة، وعندما سألته عما يجعله يشعر بالظلم الذي يتعرض له
الرجال قال لي: (الست عندها اختيارات كتير طول الوقت.. تكمل تعليمها أو
لأ.. تشتغل أو تقعد في البيت.. تتحجب أو تبقي بشعرها.. تتجوز أو ماتتجوزش..
تخلف وتتطلق وتاخد العيل أو تخلف وتتطلق وتسيب العيل لأبيه.. لكن الراجل
ماعندوش غير اختيارين يا يبقي راجل يا مايبقاش).
بخلاف صديق حاول أن يقطع لسان زوجته بالمقص وهي نائمة
لكن لسانها خرج والتف حول المقص ثم (شفطه) إلي جوفها كل هذا وهي نائمة،
سألته لماذا فكر في قص لسان زوجته فقال لي (الرغي)، وأضاف أن الشيء الذي
جعل رغيها قاتلاً أن صوتها واطي زيادة فالنتيجة (إنك قاعد جنب واحدة رغاية
أنت مش عارف هيه بتقول إيه.. حاجة كده عاملة زي زنة اللمبة النيون)، صديقي
الأخير قال لي إنه زاهد في الزواج وعندما سألته عن السبب قال إن الزواج لا
يفضي إلي شيء، قلت له مش فاهم! فسألني: مين أهم واحد في مصر؟ فقلت له رئيس
الجمهورية طبعًا: فقال لي: رئيس الجمهورية آخره - بعد عمر طويل - أنه يبقي
طابع بريد في زمن مابقاش فيه حد بيستخدم البوسطة.. أهو الجواز كده بالضبط،
صديقي هذا سبق له أن مر بحريق ضخم شب في محل لبيع الشموع فوقف أمام المحل
وأخذ يغني هابي بيرث داي تو يو، وهذه ليست نكتة ولكن إذا كنت تبحث عن نكتة
فبيقول لك مرة واحد صعيدي بلدياتي قعد يدعي ربنا خمسة وعشرين سنة إنه يرزقه
بحتة عيل، ولما حس باليأس راح لشيخ واشتكي له فقال له الشيخ (المشكلة إنك
لازم تتجوز).