اشارت
عقارب الساعه الى الرابعه مساءا وانا اقود سيارتى الحمراء فى طريقى للعودة
للمنزل ولم اصدق نفسى ان هذا اليوم قد انتهى على خير ....كان يوما عصيبا
فى العمل ولجان مناقصات ودراسة عروض ومناقشات طويله لم تعطنى وقتا لشرب
قهوتى المفضله وقت الظهيرة مما جعلنى اضغط على دواسة البنزين لازيد من
سرعتى لاصل الى سريرى وانام نوم الاموات ولم اكد اصل لبيتى الا وصعدت دون
حتى ان اغطى السيارة ولم ابالى بلعب اطفال الشارع الاشقياء الذين تعودوا
ان يجرحون طلاء السيارة بلعبهم المستمر ولم اهتم حتى بالحجر الصغير الذى
طاح من احدهم ليصطدم بباب السيارة وخوف الاطفال من رد فعلى العنيف واغلقت
باب البيت وسط دهشتهم من عدم ثورتى عليهم وصعدت ولم استطع المرور على
والدتى لاطمئن عليها فقد كنت مشتاق للنوم كما لو لم انم منذ شهر واذا
باختى تستوقفنى على درجات السلم بهمس لم اعهده عنها تلك الشقيه صاحبة
الصوت العالى التى لا تمل من مداعبتى وتبادل النكات معى فوقفت وانا مغمض
العينين واقول لها في ايه خلصى انا مش قادر اقف قالت ببتسامة خبيثة تعالى
بس عندى ليك اخبار مهمة مش عايزة حد يسمعنا لم اهتم كثيرا واخذت طريقى
للصعود لشقتى وانا اقول انا مش فاضى لهزارك البايخ فقالت انت حر بس هتندم
التفت ولمست منها الجدية فى الكلام وقلت فى ايه اتكلمى قالت عارف مين اتصل
بيك انهاردة ؟قلت من قالت ببتسامة ساخرة الجو القديم ....قلت لها جو مين
ياعبيطة انتى هو لسه فى حد عايز يعرفنى انا اتجوزت من تلات شهور وخلاص
المولد انفض قالتلى اظاهر انها ماتعرفش انك اتجوزت ولحسن الحظ انى انا الى
رديت عليها قلت هى مين قالت ..........الجو بتاع الكلية لم استوعب ماقالت
وطلبت منها اعادة الاسم مرة اخرى فكررت الاسم وسط زهولى فلم اصدق ماتقول
وظننت انها لعبة منها ولم اطمئن لصدقها الا عندما اعطتنى ورقة مكتوب عليها
رقم المحمول الخاص بها وقالت اختى سابتلك رقمها وعايزة تكلمك ضرورى
وبصراحة خوفت اديها رقمك لتحصل مشكلة مع مراتك وانكسفت اقولها الحقيقة
لتتصدم قلت اخليك انت تقولها لم اصدق نفسى واخذت الورقة وصعدت لشقتى
والنوم قد طار من عينى وانا استرجع تلك القصة التى لم تكتمل وكم عانيت من
حبها تلك العنيدة التى لم تستجب لكل محاولاتى لصلحها بعد مشكلة تافه حدثت
بيننا ومضى على اخر لقاء بيننا سنتين حتى انى نسيتها تماما ولكن ماذا افعل
اليوم فانا لم اعد حر ولا يمكن ان تعود ريما لعادتها القديمة لم اعرف ماذا
افعل وفتحت باب الشقة لاجد سيدة البيت وقد اعدت طعام الغداء وهى
تستعدللخروج لشراء بعض الاغراض ولم انظر للطعام او اهتم بما تقول وهى تغلق
باب الشقة ورائها وتوجهت لغرفة النوم واستلقيت على السرير ناظرا لسقف
الغرفة جديد الطلاء فلم يمضى على زواجى الا ثلاث شهور وكل شىء مازال له
بريق ليلة الزفاف ولم استطع مقاومة فضولى كثيرا واخرجت المحمول من جيبى
وطلبت الرقم وانا متلهف لسماع صوتها فى الطرف الاخر فقد كان لها صوت
ملائكى كثيرا ما ذوبنى وجعلنى غير مراى فى كوب ماء صغير ولحظات وكان صوتها
يقول الو قلت لها .......ازيك لم تتمالك نفسها وبكت وهى تقول مش معقول كنت
متخيلة انى مش هقدر اوصلك تانى عامل ايه طمنى عليك انت وحشتنى قوى
...تصببت عرقا من كلامها الرقيق الذى كنت اتمنى سماع كلمة منه فى الماضى
ولكنى تماسكت وقلت لها ايه اللى فكرك بيا ؟انا قلت خلاص نسيتنى وحكاية
وانتهت قالت بدموع الفرح صدقنى انا طول السنين اللى فاتت وانا بحاول انساك
لكن لما الدنيا ضاقت بيا ودورت فى حياتى على حاجة حلوة مالقتش اجمل منك
افتكره وماقدرتش امنع نفسى من انى اطلبك عند والدتك لانى ماعرفش رقم
محمولك قلت لها وانا اتصنع القوة وتفتكرى بعد السنين دى كلها هتلاقى
السحاب فى مكانه ؟ تفتكرى انى ماتغيرتش وحياتى اتغيرت؟قالت بصوت مرتجف
وكانها تخشى ان تصدق حدوث اى تغيير ...انا عارفة ان ممكن يكون حصل كتير فى
حياتك لكن ده مامنعنيش انى اكلمك ....ايه اللى اتغير ....خطبت؟قلت لها بعد
لحظة صمت داعبنى فيها الشيطان بالكدب حتى لا اقطع الحديث معها لمرات قادمة
...لا مش بالظبط ...بس اكتر شوية ...قالت بضحكة مرتجفه مرعوبه ...ايه كتبت
كتابك ؟ قلت لها دون اى تفكير حتى لا استسلم لتلك الهواجس فى راسى والتى
تحثنى على الكذب ....انا اتجوزت من تلات شهور .....صمت رهيب طال لدقيقة
كاملة وانا استمع لنحيب وبكاء مكتوم عبر الهاتف مما جعلنى ارق لها واقول
انا اسف يا.........بس انا انتظرتك كتير وجيتلك كتير احاول اصلح اللى بينا
وانتى اللى بعدتى ماكنش ينفع افضل كده كان لازم الحياة تستمر ...لم ترد
واستمر النحيب والبكاء حتى سمعت صوت ارتطام هاتفها فى الارض وبكاء بصوت
عالى ظل لفترة لم احسبها وانا مثل المجنون الى يريد ان يعبر عبر المحمول
ويقيمها من سقطتها وظللت اناديها واستحلفها بكل غالى ان ترد ومضى وقت حتى
جاء صوتها على الهاتف وهى تقول ربنا يوفقك يارب انت كنت حب عمرى وضيعته
وانا اللى استاهل انا اللى استاهل قلت لها ارجوكى بلاش تقولى كده انتى
انسانه جميله وبنت ناس محترمين ومافيش حد ممكن يشوفك الا ويحبك واكيد
هتلاقى اللى احسن منى قالت وهى تتمالك نفسها وشعرت بيدها تمسح دموعها وانا
هلاقى زيك فين تانى ماخلاص سلام ياحب عمرى وربنا يسعد ايامك واتمنى لو
جالك بنت تسميها باسمى قلت لها اوعدك بكده بس اوعدينى تبداى حياتك من تانى
وماتقفيش عند الموقف ده ....قالت هحاول وانهارت فى البكاء مرة اخرة ولحظات
واغلقت الخط وانا فى اشد حالات الضيق ونظرت لصورة زفافى المعلقة على
الحائط بجوارى وشردت قليلا وقلت لنفسى وبصوت عالى ايه الدنيا دى ؟ ولحظتها
تذكرت تعبى وارهاقى واغمضت عينى ولم اشعر بنفسى الا بعد ساعات وصوت زوجتى
توقظنى بهمس وتقول لى احمد؟....احمد؟...اصحى الموبيل بيرن بقاله نص ساعة
قلت لها وانا مغمض العين مين اللى بيتصل قالت رقم مش متسجل عندك نظرت
للرقم وجدتها هى تتصل ونظرت لزوجتى وشردت قليلا حتى تعجبت من عدم ردى
وقالت ايه مش هترد؟قلت لها بكل صراحة لو رديت على المكالمة دى هتتغير
حاجات كتير بينا تحبى ارد ولا لا نظرت لى نظرة لن انساها وقالت بثقة وهى
خارجة من الغرفة اعمل الصح ياحمد ..وتركتنى لنفسى ولم افكر كثيرا واغلقت
المحمول ونمت ولم تتصل مرة اخرى حتى الان وحمدت الله اننى لم انجب طفله
حتى لا اوفى بوعدى واسميها باسمها ولكن شيئا ما يبقى فى الذاكرة ولا يقهره
الزمن