هل تعلمون لماذا تسمى مصر بهذا الاسم؟
ومصر من مصير الناس إليها وتجمعهم فيها.
ويقال إن مصر أى الحد الذى يقوم بين أرضين ويقال إنه كان حولها سور عظيم
يحيط بها فى الزمن القديم، يفصل بينها وبين رمال الصحراء وبدوها.
هناك عدة تفسيرات ربما نتعرض لها آنفاً لكن استوقفنى أنها مستمدة من مصرت
الشاة إذا أخذت من ضرعها اللبن، فسميت مصر لكثرة الخير فيها فلا يخلو
ساكنها من خير عليه منها كالشاة التى ينتفع بلبنها وصوفها وولادتها..
إذن التمصير هو الاحتلاب، ولقد كانت تحلب حتى آخر قطرة من خيراتها، ونذكر
هنا القصة الشهيرة التى حدثت بين عثمان بن عفان وعمرو بن العاص، حيث كان
يجمع من مصر جباية تقدر بإثنى عشر ألف دينار.
فلما تولاها عبدالله بن أبى السرح، فى عهد عثمان بن عفان، جبى منها أربعة
عشر ألف دينار، فقال عثمان لعمرو بن العاص، بعدما عزله عن مصر: يا أبا
عبدالله درت اللقحة بأكثر من درها الأول!
فأجابه عمرو: لقد أضررتم بولدها!
وهنا شبه عثمان بن عفان مصر بالناقة الحلوب التى مصرها عامله حتى استنزفها،
ولم يترك بها شيئا لولدها، كما يقول عمرو بن العاص.
ويقول المقريزى، إن مصر كانت تسمى "جزلة" "وأم خنور"، وهذا اسم منطقة حتى
الآن فى قريتى صفط الحنة فى الشرقية.
وقال أرطأة بن شهبة ياآل زبيان ذودوا عن دمائكم وأرزاقكم ولاتكونوا
كقوم أم خنور، ويقصد هنا لا تكونوا كالمصريين يتركوا من ينهب فى أموالهم
ينهب.
وهذا يبين أن المصريين كانوا يستغلون وتغتصب خيراتهم وينهبون ويعجزون عن
تولى أمورهم من زمن بعيد حتى صاروا مضرب المثل قديما فى ذلك.
فإلى متى ستظل مصر أماً خنورا؟!
وإلى متى ستنهبى يا جزلة؟!
وإلى متى سيصبر أبنائك على ذلك؟!