فى العادة عندما نتحدث عن التواصل أو التفاهم بيننا وبين الآخرين، فإننا للأسف نركز على السلبيات، أو الأشياء التى لا يجب فعلها، لكننا إذا أردنا التواصل بشكل إيجابى حقاً، فيجب علينا التحدث حول ما يجب فعله، كالتالى:
1) يجب أن يتفق سلوكك اللفظى مع غير اللفظى، بمعنى أن يتوافق ما تقوله من كلمات مع تعبيرات وجهك ونبرة صوتك وتحركات جسدك ووضعه، فهناك الدراسة المعروفة التى تفيد بأن المستمع يتأثر بنسبة 7% فقط بالكلمات التى يسمعها منك، بينما يتأثر بنسبة 38% بنبرة صوتك، وبنسبة 55% بأداء وجهك وحركات جسمك عند التحاور، فهذا يعنى أنه إذا تحدثت مع الطرف الآخر، قائلاً له: أريد أن نحل ما بيننا من سوء تفاهم، فى حين أنك عابس الوجه مقطب الجبين متوتر الجسد، فلن يصله منك سوى عكس ما قلته تماما، وستكون استجابته لك ضعيفه جداً، هذا إن استجاب أصلاً، لأن الرسالة التى وصلته هى أنك فى ضيق شديد منه، وممتعض جداً من الحديث، وحقاً تود لو أنك لا ترى هذا الشخص أمامك فى هذا التوقيت.
لهذا إذا أردت أن تقطع نصف الطريق فى التفاهم بينك وبين الآخر، فقط أجعل نيتك فى التفاهم هذه واضحة على وجهك وتعبيراته، وصوتك وحدته، كما تتخير اللفاظ التى يطلقها لسانك.
2) عبر عن مشاعرك وشكواك دون لوم أو نقد، وهذا صعب حقاً، فنحن اعتدنا أنه طالما أننا نشعر بضيق ما، فيجب أن نحمل أى شخص مسئوليته، لهذا فإننا نلجأ فوراً وتلقائياً إلى إلقاء اللوم على الآخر وتوجيه أصابع الاتهام نحوه، حتى لو لم يكن هو طرفاً فى المشكلة، لكن ما أقوله هنا هو حتى فى حالة أن الآخر هو السبب فى المشكلة وليس مجرد طرف فيها، فالكلام المجرد عن المشكلة أو الشكوى أكثر بساطة وأكثر راحة وتقبلاً على آذان المصغى، فتخيل الوضع معكوس وأنك أنت السبب فى ضيق الآخر، فمن المؤكد أنه إذا بادر باتهامك ولومك فلن تفكر إلا فى الدفاع عن نفسك، وربما تقوم بهجوم مضاد، دون أن ترغب فى سماع ما يريد قوله وحتى وإن كان على صواب، وأنت تعلم فى قرارة نفسك أنك مخطئ.
3) عبر عن مشاعرك السلبيه بصدق لكن بشكل مناسب: فقد يعتقد البعض خطأ أنه إذا كظم ضيقه ولم يصارح الآخر بما يضايقه منه، محاولاً بذلك التغاضى عن المشكلة، فإنه بذلك يكون قد ساهم فى حلها، لكن الحقيقة أن التغافل والتغاضى مهمان وقد يكونا حلاً فى مثير من الهفوات والمشاكل العابرة، لكن هذا الأسلوب لن يجدى أبداً فى الخلافات المحورية، والتى ستتكرر دائماً فى الحياة، فأفضل شىء يمكنك القيام به وقتها هو التعبير عما تشعر به بصراحة مهما كان سلبياً، لكن كما اتفقنا بأسلوب حيادى إلى حد كبير، دون هجوم ودون اتهامات ولوم، فكلما كنت ناجحاً فى اختيار أسلوب عرض شكواك كلما ضمنت الاستجابة الإيجابية من الطرف الآخر.
4) أكد على مشاعرك الإيجابية ونيتك الحسنة فى بداية الحوار: هناك فرق كبير بين استجابتك لشخص يبدأ حواره معك بأنك أقرب الناس إليه، وأنه يتمنى لحياتكما سوياً الأفضل دائماً وأنه يريد أن يصلح ما بينكما من خلاف، لأنه يريد أن تتقدما معاً دائماً فى علاقتكما إلى الأمام، وبين شخص يكن كل هذا فى قلبه بل وأفضل منه أحياناً، ولكنه يبدأ الكلام معك بقول أنك أخطأت فى حقه وأنه يجب أن تناقشا هذا الأمر!!