يؤكد
العلماء على وجود علاقة بين تناول بعض الأطعمة وإمكانية أن تستمتع بأن تكون أكثر
يقظة وهدوءاً وتفاؤلاً، وبخاصة عندما تكون السماء رمادية من فوقك شتاءً، أو في
داخلك لسبب أو لآخر، ومن ثم تفقد إشراقتك الطبيعية، وتتهاوى طاقتك، وتتقلص
قدراتك.
تقول الباحثة الغذائية جودي وراتمان: لقد وجدنا أن بعض الأطعمة تؤثر إيجابياً
على إفراز بعض الكيماويات بالمخ، والتي تؤثر بدورها مباشرة على تحديد حالتنا
النفسية وطاقتنا الذهنية ومن ثم آدائنا وتصرفاتنا. ومن أهم هذه الأطعمة:
1- الخبز الأسمر:
إن أغلب المأكولات التي تحتوي على واحد أو أكثر من الأحماض الأمينية العشرين
المختلفة الموجودة في البروتين الحيواني والنباتي وهى ضرورية للصحة الجيدة. ولأن
هذه الأحماض الأمينية تتنافس لتوصيل رسائل إلى مخ الإنسان، فإن تناول القليل من
الخبز الأسمر يساعد على توصيل رسالة الحمض الأميني الـ تريبتوفان، وهي تقول "استرخ،
تفاءل" فبمجرد وصول الـ تريبتوفان إلى المخ، فإنه يرفع من مستوى الـ سيروتونين
المادة الكيماوية في المخ التي تلطف وترفع من الحالة المزاجية.
ويشير العلماء إلى أهمية أن يتم تناول الخبز قبل أي مواد غنية بالبروتين من
اللحوم أو الجبن، مما يسمح للـ تريبتوفان أن يصل إلى المخ قبل أن تزاحمه الأحماض
الأمينية الأخرى.
2- التونة والفروج (الدجاج) والديك الحبشي (الرومي):
وهي مصدر للبروتين قليل الدهون، والغني بأحد الأحماض الأمينية المسمى تريوسين،
والذي يرفع من مستوى المادة الكيماوية الذهنية دوبامين وكذلك نوريبينيفرين،
وبالتالي يحسن من الحافز وردود الأفعال. وتوضح الأبحاث العسكرية الأمريكية أن ألـ
تريوسين: يرفع مستوى الطاقة ويساعد الجسم على التأقلم بشكل أفضل مع الضغوط. كما
يبين بحث آخر أن الأطعمة الغنية بالبروتينات، يمكنها أن تعوض عن الإحساس بالإجهاد
الذي ينتج عن تناول وجبة كثيرة النشويات.
3- لحم البقر:
إن التجاهل التام للحم البقري الأحمر يمكن أن يكون ضرراً أكثر منه نفعاً. فهؤلاء
الذين يتبعون نظاماً غذائياً يعتمد على إنقاص الكوليسترول، قد يتعرضون لنقص الحديد،
مما يجعلهم يشعرون بالتعب والإرهاق، فالحديد يُبقي خلايا الجسم غنية بالأكسجين،
وبالتالي تظل محتفظة بطاقة جيدة. ويكفي أن تأكل قطعة صغيرة من لحم البقر كل يوم،
حتى تحتفظ بحيويتك.
4- البرتقال:
وجد الباحثون أن أي نقص، ولو قليل، في فيتامين ج C (الذي يعمل على ارتفاع مستوى
الـ نوريبينيفرين المولد للطاقة) يمكن أن يجعلك تشعر بعدم الراحة والإرهاق. كما أن
إنعدام الإغذية التي تحتوي على فيتامين ج C تحط من قدرة جسمك على امتصاص الحديد
الذي يحتاجه في محاربة الإرهاق كما أن تناول كمية أكبر من فيتامين ج C يمكن أن
تجعلك أكثر ابتهاجاً وتفاؤلاً. لقد وجد الباحثون بجامعة ألباما أن هؤلاء الذين
يتناولون أكثر من 400 مجم بشكل منتظم من فيتامين ج C (أي ما يوازيكوبين من العصير
الطازج، أو ست برتقالات) لم يعانوا إلا من نصف الإرهاق الذي عانى منه من تناولوا
أقل من 100 مجم يومياً.