أضحكني كثيرا ماتش الزمالك الأخير وذكرني برباعية صلاح جاهين (أنا
قلبي كان شخشيخة أصبح جرس.. جلجلت به صحيوا الخدم والحرس.. مالكوا؟ قمتوا ليه؟
خفتوا ليه؟.. لا في إيدي سيف ولا تحت مني فرس)، والزمالك كان شخشيخة بالفعل في عهد
المدرب السابق الذي هج تاركًا الفريق في ذيل الجدول، ثم تحول الفريق مع الأخوين حسن
إلي جرس إنذار بث الرعب والهلع في قلب بطل الدوري وأربكه كثيرا علي الرغم من فارق
النقاط الكبير، وعلي الرغم من (لن أقول «تواطؤ» مشيها «تعاطف») الجميع مع الأهلي
سواء اتحاد الكرة أو لجنة المسابقات أو استوديوهات التحليل، وعلي الرغم من أن
الزمالك يلعب بدون خط هجوم وتركه في منتصف الطريق لاعبان لو ترك واحد فقط منهما
فريقًا كبيرًا لانهار تمامًا، وعلي الرغم من أن الزمالك بيلعب دايما ناقص واحد
(عمرو الصفتي)، أي أن كلام جاهين صحيح.. لا في إيدي سيف (خط الهجوم) ولا تحت مني
فرس (التعاطف الذي ذكرناه) والذي لم يحم الأهلي من كل هذا الخوف.
أضحكني كثيرا مشهد لاعبي بطل الدوري وهم يلهثون رعبًا خلف لاعبي
الزمالك لإدراك التعادل، أضحكني مشهدهم وهم يسجدون لله شكرا بعد الماتش لأنهم
أفلتوا من الهزيمة، أضحكني الخوف الذي جعل بركات يصاب بهستيريا بعد هدفه الثالث
ويخلع الفانلة غير مهتم بالإنذار أو العقوبة (ده لو حد عاقبه) لأن فرحته بالتعادل
مع الزمالك ألغت عقله، أضحكني الخوف الذي جعل جماهيرالأهلي بلا سبب وبلا مقدمات
تخون الاتفاق الضمني بالحفاظ علي الروح الرياضية فيسبون شيكابالا ويطلبون منه أن
يمسح مؤخرته.. وتعالي، أرعبهم «شيكا» وهو يأكل عيشًا علي قفا المدافعين رايح
جاي.
أضحكني الخوف الذي جعل أمن الاستاد يفتش اوتوبيس فريق الزمالك عند
وصوله بحثًا عن إبراهيم حسن وخوفا من وجوده، أضحكني الخوف الذي جعل أعصاب أحمد حسن
تخونه عند استبداله فيضرب (قبل أن يضرب صندوق الثلج) مبادئ نادي
المبادئ.
ما كل هذا الخوف وعلي رأي جاهين (مالكوا؟)، لم تشعر جماهير
الزمالك بأن فريقها علي هذا القدر من القوة والتألق إلا عندما رأت الخوف يطل من كل
ما هو أحمر في الملعب، فريق الزمالك الذي تم غزله برجل حمارة يضيف إلي رصيده كل يوم
قدرا جديدا من التقدير والاحترام، صحيح أن الزمالك لم يتفوق علي الأهلي في هذه
المباراة، لكن الزمالك تفوق علي من هو أهم من الأهلي... تفوق علي نفسه.