"اجتمع مجموعة من الشباب فى الشارع سأل أحدهم المجموعة هل حدث الفرج وكانت الإشارة
بالرأس تعنى لا لم يحدث فقال ماذا ستفعل الليلة قالوا فى نفس واحد نقضيها (بانجو)
رد عليهم وهو منزعج لماذا تفعل بنا الحكومة هذا حتى الحشيش تمنعه عنا فالكلام فى
السياسة حرام ولا عمل لنا حصلنا على مؤهلات عليا ونعمل سائقين على ميكروباصات فرد
عليه واحد منهم نحن نريد أن ننسى واقعنا المر، غلاء أسعار وفقر منتشر فى كل مكان
وبطالة وتعليم منهار ومرافق ضربها الفساد فتنهار بعد استلامها من المقاولين بأيام
ونحن صامتون ولا نتحرك ولا نتحدث وقال ثالث تخيل أن قرش الحشيش كان بأربعين جنيها
وكنا نشتريه منذ أيام قليله مثلما نشترى السجائر والآن أصبح سعره 400 جنيه وتسأل ما
هو السبب؟
رد قائد المجموعة وقال إنها جهود رجال الأمن وراء هذا الشح فى
البلد قاطعه الثالث وقال لماذا هذه الجهود لم تظهر إلا فى اليومين دول وأين كانوا
من منتصف العام الماضى وقال رابع لا الحكاية إن الحكومة تريد تنشيف البلد اليومين
دول عشان الانتخابات وقبل الانتخابات ستترك الأمر على مصراعيه، فقال قائدهم
"انتخابات إيه وطين إيه الانتخابات ستزور عينى عينك ومفيش حد حيفتح بقه أنت معر فتش
إنهم شالوا الإشراف القضائى عليها وماشفتش اللى حصل فى الانتخابات المحلية كانت
الصناديق( بتيجى متقفله) من الأول ومفيش حتى فرز فيها".
ونظر إلى زملائه
وقال لهم أنا اتصلت بعدد من المعارف فى 3 مدن عشان لو عندهم حشيش أروح أجيب لكن
الازمة فى مصر كلها والناس (طفشانة وزهقانة) ومش قادرة تصبر وقال ساخرا "شكلنا كده
حنعمل زى بتوع المظاهرات ونعمل مظاهره من أجل قرش حشيش لكل مواطن ضحكت ألمجموعه
وأخرج لفة بانجو وبدء فى لفها مع جلسوهم على الرصيف".
هذا ليس حوار من
تأليفى ولكنه حوار حقيقى سمعته فى مدينه فى الصعيد وهو نفس الحديث فى كل مكان فى
مصر فالناس نست السياسة والاقتصاد والرياضة والفن وأصبحت تتكلم عن الكيف وأزمة
الحشيش والناس تعتقد إن الحكومة وراء ترك الحشيش يتداول كى تلهى الناس عن الأزمات
ولا يثورون فى وجهها ومنهم من يعتقد أن قيادات نافذة فى الدولة وراء تهريب الحشيش
ويربطون تداوله دائما بحاله العجز الحكومى أو محاولة إلهاء الناس عن مشاكل البلد
أما بالحشيش أو كرة القدم أو حادثة مثيرة أو الزج بأحد المحامين غاوين الشهرة إلى
مطاردة مبدع أو سياسى معارض أمام القضاء والنيابة.
وهناك من يعتقد أن الأزمة
مفتعله فعلا لإلهاء الناس عن مشاكل أخرى أكبر ومنها مرض الرئيس وهذا الفريق يدلل
على ذلك أن وسائل الإعلام تتناول إخبار ألازمه يوميا وتنشر الصحف إخبارها مثل أزمة
الدقيق والسكر والسولار واللحوم والزيت والسمنة وأنابيب البوتاجاز وهو لا يتحقق إلا
بتحريض من الحكومة خاصة وأن وسائل الإعلام والصحف التى تتناول هذه ألازمه مرتبطة
بطريقه مباشره أو غير مباشرة بأجهزة فى الدولة كما أن هذه الأزمة ليست الأولى من
نوعها ففى كل فترة تنشط أجهزة الأمن وتحارب هذا المخدر ويحدث شح فى الأسواق حتى كاد
أن يختفى فى مصر منذ سنوات إلا أنه عاد وبقوة وأصبح يباع فى العلن مثل السجائر- على
رأى الشاب الصعيدى.
هذه الآراء التى يتم تداولها فى الشارع وفى المقاهى وفى
الفضائيات وأصبح لدينا فى الفضائيات أسوة بمحللى السياسة والاقتصاد والرياضة (محللى
الحشيش) وتحول النقاش من التحذير إلى إخطار الحشيش إلى الترويج له على شاشات
التلفزيون ومتابعة أسعاره وظهرت بورصة جديدة للحشيش واهتمت بالأزمة الصحف العالمية
وحولتها الى قضيه شعبيه أهم من قضيه القدس التى تتحول يوميا إلى مدينه
يهودية.
والغريب أنه لا أحد حتى من المثقفين والسياسيين ومحللى الحشيش يريد
الاعتراف بجهود رجال الأمن فى مكافحة هذه آلافة الخطيرة التى تغيب العقل والصحة معا
وهذه الجهود المقدرة دوليا ولكن يبقى إمام رجال الأمن مخدر البانجو وهو أخطر من
الحشيش بمراحل ويحتاج إلى جهود أكبر وإفراد وميزانية أكبر لأن البانجو توجد صعوبة
فى مكافحته لأنه يزرع محليا وفى مساحات صغيرة على الأسطح وحدائق المنازل وفى
البلكونات وعلى شواطئ الترع والمصارف ولكن بقاء هذا المخدر أيضا يفتح الباب إلى
التأويلات والآراء ومن هنا فعلى رجال الأمن أن يحاصروا البانجو حتى يتم القضاء على
المخدرات فى مصر وإعلان مصر دوله خاليه منه.
فتحية لرجال مكافحة المخدرات
وليستمروا فى عملهم حتى لو قام المحششين بثورة ومظاهرات واعتصامات فى الشوارع وأمام
مجلس الشعب.