رقاصة ولا كل من ركب خيل بقى فارس ولا كل من رص صوانى بقى حلوانى ولا كل من لبس
بالطو أبيض بقى دكتور ومش كل ومش كل ومش كل.. ممكن نقعد للصبح على هذه الأمثلة
لأنها تشمل كل مناحل ونواحى الحياة واتضح معناها فى أيامنا هذه أكثر فنراها
ونلتمسها ونعيشها فى البيت بل من لحظة الولادة وأيامها الأولى تجد من يدلو بفتواه
عن خبره وعن جهل ومن عادة مكتسبة، فيقال ارفع المولود هكذا.. يجب أن يأكل أو يرضع
هكذا وأصبحت الأم لا حول لها ولا قوه تستمع لنصايح الأخت والصديقة والجارة ثم انتقل
معى للمدرسة فليس كل من حصل على مؤهل تربوى يطلق عليه مدرس أو أستاذ بالمعنى الذى
يجب أن تحمله هذه الوظيفة والواقع يكشف عما أقصده ثم انتقل للموظف الذى يعمل فى
مؤسسه أو هيئه أو عمل حكومى وانظر ماذا يقدم و متى يذهب ومتى ينصرف وكيف يتعامل..
ثم تعال معى إلى الحقل والفلاح كان ينام بعد العشاء ويصحو مع الفجر انظر الآن بعد
التلفزيون متى يذهب وانظر إلى حال الأرض ومقدار وجوده المحصول وأتحسر ثم تعال معى
للإعلام ودوره فى تثقيف وتربية النشء والناس بصفه عامة وأنظر إلى الأقلام المسمومة
والموجهة والمغرضة لتعرف ما أسباب الجهل والانحراف والفساد ولا تنسى أن تلقى نظره
على المذيع التليفزيونى ودوره الحساس وكيف أصبح أداة تغلب عليها المصلحة والتضليل
وأصبحت سوقا لبضاعة راكدة من تاجر فاشل وغير مؤهل ثم تعال نخرج للسياسة، فليس كل من
تكلم فى السياسة، وأشار إلى عيوب الوضع ولمس آهات الأغلبية أصبح بطل فاليوم السياسة
ليست كالأمس كانت بالشوكة والسكين واليوم أصبحت أظافر وأنياب وكذب وخداع ونفاق
ومصالح وغنائم وأيام البارودى ومصطفى كامل وعرابى ليست أخت ولا قريبة لا يهمنا
وتعالى معى للأموال فليس كل من امتلك تجاره وأعمال ولعبت البلية معه يقال له رجل
أعمال فرجل الأعمال الحقيقى له معنى ومفهوم ودور وحدود وواجبات تجاه مجتمعه وبلده
ولا أريد الإطالة، فالمعنى واضح وإذا كانت ستى لم تذهب للمدرسة وضربت مثلاً
بالبدنجان المحشى، وقالت ليست كل ست تعرف تعمل البذنجان المحشى بداية من ذهابها
للسوق ليلاً أو صباحاً حسب مجىء الخضار وكيفية اختيار الحجم واللون والملمس ثم
كيفية تقويره ثم الخلطة والتوابل أو التخديعة ثم الرص فى الحلة ومقدار الماء وقوة
النار ووقت الطهى.. إذا كانت كل هذه الدراسة والاحتياطات لعمل المحشى سيبقى فى بطنك
ساعات ثم طريقه معروف وليس صلاح سالم، فما بالك بمدرس أو دكتور أو مذيع أو عامل أو
رجل أعمال أو سياسى إلا يحتاج ذلك تخصص وتدقيق فى الاختيار عن دراسة وعدل وشفافية
مع تكافؤ يرجحها التفوق والموهبة وليس الكوسة والبدنجان.