يلقي الإمام نظرة سريعة علي الصف الأول ويقولها بلهجة من يؤدي
واجبه «استقيموا يرحمكم الله»، فيلتفت المصلون يميناً ويساراً وهم يلوحون للمتأخر
ليأخذ خطوة للأمام ويجذبون المتقدم من ذراعه نصف خطوة للخلف حتي يستقيم
الصف.
أتابع رد فعل المصلين علي هذه الجملة في كل مرة وأدعو الله أن
يفهموا القصد الحقيقي منها، استقيموا في حياتكم حتي يرحمكم الله، لا تتشنجوا هكذا
حرصاً علي استقامة صف المصلين ثم تنسون الاستقامة فور أن تغادروا المسجد، قد يغفر
الله أعوجاجاً خفيفاً في اصطفافكم للصلاة، لكنه لن يمنحكم الرحمة إلا إذا استقمتم
في حياتكم.
نفس نظرية «امشي عدل يحتار عدوك فيك»، وللإنسان عدو واحد «نفسه»،
وإذا استقمت ستحتار فيك نفسك ولن تهزمك وستسلم من وساوسها وشرورها وتنغيصها وهذه هي
الرحمة بعينها.
يبقي إيه؟
يبقي «امشي عدل يرحمك الله» أو «استقم يحتار عدوك فيك».