السلام عليكم و رحمة الله و بركاتهأردت أن أطرح موضوع زاد الحديث عنه منذ زمن و هو تلبس الجن للأنسان طبعا لا أحد بنكر وجود الجن فلا نقاش في ذلك على الاطلاق و لكن السؤال هنا هل بامكان الجن من تلبس الانسان؟ اقرؤوا رد الاستاذ الدكتور طارق السويدان على هذه التساؤلات:ا((( كثير من المسائل تأخذ إنتشارها من قصة مرورية أو إشاعة مكذوبة أو وهم متخيل ، فإذا تراخى الناس في الرد عليها وتكذيبها أخذت شكل الحقيقة.وأصبحت معتقداً ثابتاً في عقول الكثير لايجوز الجدال فيه مع أن أصلها ما ذكرناه من خرافة ووهم.ولعل موضوع مقالنا اليوم مشى بنفس الطريق لكن ما زاده صلابه وانتشاراً أنه أخذ صبغة دينيةوأسقطت عليه آيات وأحاديث هي في حقيقتها بعيدة عنه كل البعد.في مقالات سابقة ذكرنا أن النفس هي المسؤولة أمام الله عن سلوك طريق الهدى أو إتباع الشهوات والهوى.ومع أن الشيطان يزين للإنسان الحرام ، ويسول له المنكر ، ويمهد له طريق الشر لكن الحكم النهائي وإتخاذ القرار هو بيد الإنسان وليس للشيطان دخل فيه.وإذا كان الشيطان جنياً من الجن كما قال تعالى في سورة الكهف { إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه } فإن الجن جميعاً في هذا الأمر.ولقد أثبت الله سبحانه وتعالى في مواضيع عدة من كتابه أن الشيطان ليس له سبيل على بني آدم فقال تعالى {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون} وقال سبحانه يحكي على لسان إبليس حين تبرأ من الكافرين { وما كان لي عليكم من سلطان }.فكيف بعد هذا البيان الإلهي ونقول بأن الجن يتلبس الإنسان.ثم يتكلم عوضاً عنه ويوحي له بالتصرفات التي يريدها.والله سبحانه يثبت أن الشيطان لا سلطان له على البشر؟!!كما أن العقل البشري لايصدق مثل هذه الأوهام.وعلاوة على كل ذلك فأنا أرى أن أصول التشريع ترفض ذلك من وجه آخر وهو أن الجن إذا تلبس بالإنسان وتصرف عوضاً عنه فمن المفترض أن يسقط التكليف عن الإنسان في تلك الحالة وليس في الشرع ما يشير إلى أن من أسباب سقوط التكليف تلبس الجان.والبعض ممن يروجون لهذه الأوهام يستدلون بأحاديث وآيات ليس فيها أي دليل على ذلك كقول النبي صلى الله عليه وسلم { إن الشيطان يجري من ابن آدم كمجرى الدم في العروق }.والغريب أنهم لم يستوعبوا القصة كاملة وهي أن بعض الصحابة رأى النبي صلى الله عليه وسلم مع إحدى نسائه فناداهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرهم أنها زوجته صفية وليست إمرأة غريبة فقالوا : أفيك نشك أو نظن يالرسول الله؟ فقال { إن الشيطان يجري ... } فانظر إلى مجرى القصة وإلى إستدلالهم يتبين لك ما فيه من بطلان.وهذه دعوة عامة لنبتعد عن كثير من الأوهام التي شابت أو دخلت إلينا وظننا أنها من الدين مع أنها نشأت من خرافة ووهم.ولنتمسك بالدين الصحيح الحق الذي جاءنا به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.)))كتبه د. طارق السويدان