إبليس فنان نشيط
برج العضو : الرصيد : 205 العمر : 34 العمل : سفير جهنم المزاج : التحدى الخبره : 15/01/2010 النقاط : 11200
| موضوع: من سيجلس فوق الكرسى فى البيت الابيض؟؟ 2010-01-21, 4:26 pm | |
| ينشر هذا المقال فى الاول من نوفمبر 2008 حسب التوقيت المحلى لمدينة سيدنى/ استراليا وتجرى الانتخابات على الكرسى فى البيت الابيض يوم الاربعاء 5 نوفمبر ايضا حسب التوقيت المحلى فى سيدنى. وبدأت اكتب هذا المقال يوم الاربعاء 22 اكتوبر 2008 وبالطبع حسب التوقيت المحلى لمدينة سيدنى – استراليا. ومقالى هذا ليس فيه آية مقارنة بين المتنافسين جون مكين (الحزب الجمهورى) وباراك اوباما (الحزب الديمقراطى) لكن فيه مقارنة بين انتخاباتنا فى بلادنا الأم كل حسب بلده الذى هاجر منه خاصة، وجميع دول الشرق الاوسط والدول النامية عامة، والدول الغربية وامريكا. لأن الفارق كبير بين العالم الغربى الذى منه امريكا والدول الغربية واستراليا والعالم الثالث الذى منه الدول النامية ودول الشرق الاوسط. والسبب بسيط جدا .. العالم الغربى قد تخطى زمن عبادة الفرد وعرف قيمة الانسان وله اهتمامات بالحيوان والجماد واكثر من هذا تطلعاته الى العالم المجهول عالم القضاء. لو قارنا بين آخر خلافة عربية اسلامية ، والتى استمرت لمدة خمس قرون ، واعنى بها الامبراطورية العثمانية ، والذى اتخذ الخليفة امير المؤمنين مدينة القسطنطينية عاصمة له وحول اسمها الى اسطنبول ، وقد امتدت تلك الامبراطورية وشغلت كل بلاد المشرق الذى تعرب واصبح مسلما. سنجد ان الخليفة حكم كل تلك الدول بحكام يعينهم هو واطلق على كل واحد منهم اسم الوالى ، وكل والى له مطلق الحرية فى ادارة ولايته مادام يدفع للخليفة الجباية المطلوبة منه. وطبيعى ان يجمع الجباية من ابناء ولايته ، وليس ما يجمعه سيرسله الى الخليفة. لا انه يجمع ما يجعله هو والعسكر الذين يحمونه وما ينفق على العيش الرغيد الذى يعيشه كل والى فى طول الامبراطورية وعرضها. وكان طبيعى ان يعم الفساد كل البلاد وتنتشر الرشوة التى مازالت حتى الآن فى جميع بلاد الشرق الاوسط العربية الاسلامية ، والاسلامية غير العربية. واذا ذكرنا الرشوة فقط فانما نعنى بها انها أم وأب الكبائر وكل انواع من انواع الفساد التى يمكن ان نفكر فيه أو نتخيله. وقد ذاقت تلك الشعوب الامرين من الخلفاء والولاة ، ومازالوا يذوقونه على الرغم من انتهاء الخلافة العثمانية فى اوائل القرن العشرين ، وعلى الرغم ايضا ان هذه الدول تحكم بابناءها مع الاسف لأن شعوبها انقسمت الى قسمين... قسم عرف كيف يصل الى الحاكم وحاشيته ، وتبادل المصالح بينهما ولا مانع من ارتداء عباءة الدين الفضفاضة والستارة لنهب قوت الشعب. والقسم الآخر هو قسم المنكوبين الغلابة على امرهم وهم الغالبية المطحونة والتى لم يهتم بهم احد لا ابان الدول الاموية ولا الدولة العباسية ولا الخلافة العثمانية التى زادت الطين وحلا من فساد الذمم بجميع انواعه واشكاله لمدة خمس قرون متواصلة. ومازال القهر والذل والفساد يعم هذه البلاد ... تأتى الى العالم الغربى قبل وبعد اكتشاف امريكا .... سنجد ان ذلك العالم عاش فترات ازدهار تكونت فيه الامبراطورية الاغريقية والتى كونها الاسكندر الاكبر ، ثم اندثارها بعد هزيمة كليوباترا ملكة مصر والتى كانت تطمع فى دمج مملكتها مع الامبراطورية الرومانية فاسلطت شباكها على قيصر وانجبت منه ابناء واسقطت ايضا القائد الرومانى مارك انطونيوس فى شباكها. لكن تم قتل قيصر وهزم اكتافيوس الجيش المصرى وتوسعت الامبراطورية الرومانية واحتلت كل البلاد التى كانت معروفة فى ذلك الزمان. وانهارت الامبراطورية الرومانية شأنها شأن اى قوة ينخر فيها سوس الفساد وسوء الاخلاق. وحلت محلها امبراطورية الباباوات واصبح البابا يحكم باسم الدين وليس هناك اسوأ من حكم الدين، لأن رجل الدين وليس الدين هو الذى يحكم ويتحكم ولا يستطيع الانسان ان يعترض او يخالف فى العلن ( ولكنه يستطيع ان يخالف فى الخفى ... وهذا ما يحدث مع شعوبنا الآن ) ، وكلنا يعرف صكوك الغفران ومحاكم التفتيش وما صارت اليه تلك الشعوب من تخلف فكرى وحضارى وثقافى. فقد وقف الباباوات امام كل فكر مستنير الى ان جاء الاسقف مارتن لوثر الالمانى الذى احرق كتاب البابا الذى امره فيه بالاعتزال وترك الخدمة اللاهوتيه لأنه يرفض بيع صكوك الغفران ولكنه لم يفعل واحتج وبدأ عصر النهضة واستمر هو فى خدمته الكنسية ... وخرج العالم الغربى الى نور المعرفة والفكر والايمان بعد ان تم بالفعل الفصل بين الدين والدولة فى حكم الشعوب، التى بدأت تحكم بقوانين ودساتير مدينة اى من وضع الانسان لحكم الانسان ، لأن كل الاديان ما تطلق عليها اديانا سماوية او غير سماوية لها شرائعها ودساتيرها وكلها لتنظيم وتحديد العلاقة بين الانسان والله . ولكن الله فى عظمته وجلاله ترك للانسان مطلق الحرية منذ اول الخليقة آدم فى قبول ورفض ما يريده منه، فطرد آدم من الجنة عندما بكامل حريته اختار ما حرمه عليه الله. وجاء الناموس وعاش الانسان تحت الناموس وكان يعاقب على الارض بشرائع الناموس. لكن لم يكن الناموس معطيا للانسان الحرية الكاملة. فجاء عصر التعمة وايضا بالحرية الكاملة من الله والذى صالح فيه الله الانسان فى شخص المسيح الذى شرع الحب والتسامح واعطى ما لقيصر لقيصر وطلب اعطاء ما لله ... لله ... وفى هذا القول اشارة واضحة لفصل الدين عن الدولة . من يخالف الدين الله سيحاسبه ومن يخالف الدولة قانون الدولة يحاسبه، ولم يندثر الايمان المسيحى بل ازداد انتشارا وعمقا فى قلوب المؤمنين وارتبط الايمان بالمحبة ... لان ايمان بلا محبة باطل. الكتاب المقدس يشدد على المحبة ، كما جاء فى رسالة بولس الرسول الأولى الى اهل كورنثوس والتى سأنقل لكم بعضا مما جاء فى الاصحاح الثالث عشر وان كنت انصح بقراءة الاصحاح كله . الآيات من 4-8. المحبة تتأنى وترفق ، المحبة لا تحسد ، المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق، وتحتمل كل شىء وتصدق كل شىء وترجو كل شىء وتصبر على كل شىء . المحبة لا تسقط ابدا ، واما النبوات فستبطل والألسنة فستنتهى والعلم فسيبطل. وفى آخر الاصحح والآية رقم 13 يقول الروح القدس على لسان بولس الرسول: اما الآن فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثالثة ولكن اعظمهن المحبة. المحبة تعنى الحب الذى فى قلبى وفى قلوبنا فان احب احدنا او احببنا جميعا وطننا او اوطاننا لابد وان انسى نفسى وان ننسى انفسنا واعمل ونعمل من اجل وطنى واوطاننا. وهذا ما نفتقده فى اوطاننا ... اوطان الشرق الاوسط التى جئنا منها وهاجرنا لنعيش ونتعلم معنى الوطن الذى يرعى ويحتضن فنعرف معنى حب الوطن الذى هاجرنا اليه ونحاول تعريف واخبار اخوة واخوات لنا تركناهم فى بلادنا الأم معنى الحب الذى تعلمناه. لأن الفارق بين الانتخابات فى الغرب والانتخابات فى الشرق محوره ضياع حب الوطن فى الشرق ووجود حب الوطن فى الغرب فاعلا متفاعلا عاملا على نهضة الغرب ورفعته ، على عكس ما يحدث لبلادنا فى الشرق وبلاد العالم الثالث الضائع منها الحب فلا هى تتقدم وترتقى ولا شعوبها تفكر الا كل فى نفسه ومن بعده الطوفان مستخدمين كل ما يمكن استخدامه لتحقيق مأربهم الشخصية بما فى ذلك استخدام الدين. مثلا ما جدوى استخدام شعار (الاسلام هو الحل ) فى انتخاباتنا على جميع الاصعدة الانتخابية. هل فى هذا الشعار اى دليل على حب الوطن الذى يعيش فيه المسلم والمسيحى واليهودى والبوذى والهندوسى وحتى الملحد... ام انه شعار يفرق بين ابناء الشعب الواحد ان اختلفت دياناتهم ومعتقداتهم... وان كانت الدولة مسلمة ولا تعددية دينية بها ... فهل هذا الشعار حقا يدل على حب الوطن ، ام يدل على تحديد من ينتخب وتبعيته لهذه الجماعة التى تطلق الشعار دون انتخاب الآخر الذى لا يطلق نفس الشعار حتى لو كان مسلما. ندع هذا الشعار جانبا ونتحدث عن انتخاباتنا وما يحدث فيها من تزوير عينى عينك لصالح من تختاره الدولة ولو كره الكارهون. وما رأيكم فى البلطجة التى انتشرت فى حياتنا فى مصر وطبيعى فى بعض الدول الاخرى، البلطجة التى اصبحت جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية مثل العشوائيات ان كانت فى احياء لفقراء او فى تخطيطات الدولة والتى منها البلطجة فى الانتخابات. وماذا عن عدم انتخاب الآخر ومحاربته ان كان بسبب الدين او بسبب عدم الرضى من الحكومة والباب العالى. بل قد يصل الى حد مطاردته والصاق التهم به وزجه فى السجن. اشياء كثيرة تحدث عندنا ابناء الشرق الاوسط والدول النامية فى الانتخابات سأختمها بفكرة التوريث التى بدأت مع عبد الناصر وتوريثه الحكم للرئيس السادات والذى بدوره اورثه للرئيس مبارك ولا نعلم لمن سيورثه سيادته بعد طول العمر، الذى ربما سيفعل مثلما فعل الرئيس الراحل حافظ الاسد. او ما يفكر فيه بقية رؤساء تلك الدول. اما فى الغرب فقد تجاوز تلك المرحلة وفصل الدين عن الدولة دون المساس بالمؤسسات الدينية المختلفه، بل سمح الغرب بوجود احزاب مسيحية ولهم اعضاء فى المجالس الشعبية دون التدخل الدينى فى الشأن السياسى والقانونى، ولكن لها الحق فى العمل على الحفاظ على القيم المسيحية للمجتمع دون فرض الوصاية عليه. وأخشى ما يخشاه الغرب ويعمل المستحيل على منعه ومحاربته هو عودة النازية او الفاشية حتى لو اتخذت من الدين ... اى دين او معتقد دينى سماوى او غير سماوى عباءة يختبىء تحتها. ودليلى على ان الدول الغربية قد فصلت الدين عن الدولة نجد فى انجلترا مثلا وزير العدل مسلما ، وفى الولايات المتحدة الامريكية اصحاب المناصب والوظائف الحكومية الهامة او المؤسسات الغير حكومية العلمية او الاجتماعية بعض القيادات من المسلمين. اما السود الافارقة فقد تم مساواتهم فى كافة الحقوق المدنية والقانونية والسياسية والادلة كثيرة ويعرفها كل من له تطلعات ولو قليلة فى معرفة ما يدور حوله فى العالم. ولا يوجد على الارض وبين البشر الكمال ... لأن الكمال لله وحده .... اما البشر فعليهم السعى للوصول الى الكمال . وهذا ما يفعله الغرب ويطبقه .. اما الشرق والدول النامية فلا مكان للحرية والديمقراطية والمساواة بين ابناء الوطن الواحد لوجود الجهل والفقر والمرض المنتشر بين تلك الشعوب الذى يساعد على سيطرة الديكتاتورية السياسية والدينية .. سامحونى لقد اطلت عليكم دون ان أصل الى التعريف بمن سيجلس فوق الكرسى فى البيت الأبيض؟؟ اقول لكم ان الذى سيجلس فوق الكرسى فى البيت الابيض هو ... الشعب الامريكى نفسه. وطبيعى الشعب الامريكى هو الأبيض والأسود ، المسيحى وغير المسيحى ، المهم ان يكون المواطن الامريكى يحب وطنه امريكا ويخدمه. | |
|