دنيا سالم - اعتبر الإعلامى عماد الدين أديب أن اختيار جمال مبارك مرشحا للحزب الوطنى فى حالة امتناع الرئيس حسنى مبارك عن الانتخابات المقبلة فى ظل المادة 76 من الدستور ستكون كارثة لكنه استدرك قائلا: إذا تم تعديلها سيكون الوضع منصفا لجميع منافسيه على منصب الرئاسة.
وأوضح أديب ــ فى حواره لبرنامج العاشرة مساء ــ أنه ليس ذنب جمال انه ابن للرئيس مبارك فهو شخصية متميزة ومن أنجح أعماله مشروع الألف قرية الذى يجريه حاليا مما ساعده على التقرب من نبض المواطن المصرى.
وتوقع أديب أن يفوز مرشح الرئاسة عن الحزب الوطنى فى كل الأحوال وذلك لامتلاك الحزب للأغلبية بجميع المحافظات وأضاف أديب: «الأفضل للحزب الوطنى أن يفوز وسط منافسين حقيقيين أقوياء فأسوأ شىء أن يصل مرشحه إلى الحكم بشخصية مهزوزة».
وأوضح أديب أنه فى حالة فشل النظام فى الانتخابات الرئاسية لا يكون نتيجة لسطوة المعارضة بل سيكون بسبب الإدارة السيئة للانتخابات لدى القائمين على النظام الحاكم.
وعن الهجوم الحكومى ضد البرادعى يقول أديب: «البرادعى فى أول حواراته حول انتخابات الرئاسة لم يقل أنه سيرشح نفسه ولكن بعدما شاهده من هجوم ضده جعله يقبل على الإعلان عن أحقيته فى خوض هذه الانتخابات مثله مثل أى مواطن».
مضيفا أن الهجوم الحكومى ضد البرادعى يسبب الضرر للنظام السياسى ولا يدعمه. وتساءل أديب: «ماذا يكون موقف هؤلاء المهاجمين فى حالة ذهاب الرئيس مبارك لاستقبال البرادعى عند وصوله».
ولفت أديب إلى ضرورة الانتباه إلى التغييرات الدولية لتحديد مدى صلاحية أى مرشح رئاسى ففى حالة حدوث صفقة سورية أمريكية أو إيرانية أمريكية سيؤثر ذلك الكثير على مصر كما يجب مراعاة الظروف الاقتصادية للولايات المتحدة بعام 2010 لتأثيرها على العديد من القضايا ومنها الملف الفلسطينى.
ويرى أديب أن مصر تعانى من سوء إدارة النظام السياسى للأزمات وهذا ظهر واضحا أثناء أزمة الجزائر مما يجعل مبارك يحمل على كاهله العديد من الأعباء التى تفوق طاقة أى إنسان وعبر أديب عن قلقه وتخوفه على الرئيس مبارك فى عام 2010.
وتعجب أديب من عجز الحكومة عن شرح أسباب ما يجرى حاليا على الحدود المصرية الفلسطينية، موضحا أن هذا يدل على التسويق السيئ لسياسات الحكومة فما قامت به مصر من إنشاءات هناك هو نتيجة لتحول الأنفاق من عملية إرسال المعونات من الجانب المصرى إلى الفلسطينى لتصبح مصدرا لنقل المخاطر إلى مصر من مخدرات وأسلحة.
ويقول أديب: «التى على حدودنا الآن ليست فلسطين بل إيران وقطر حيث إن الأولى تساهم فى تمويل حركة حماس بنسبة 60%».
ويرى أديب أن لكل نظام سياسى طبقة معينة تستفيد منه أكثر من غيرها من الطبقات ولكن ما يعيب الاستثمار الحر بمصر هو تدخل الحكومة الزائد عن اللزوم.
وعلى جانب آخر وصف عبدالله الاشعل مساعد وزير الخارجية السابق عماد الدين أديب بالمستشار الإعلامى للرئيس مبارك واتهم أديب خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج العاشرة مساء بأن حديثه يتسم بالتناقض.
ويرى الأشعل أن هناك تسويقا سياسيا جيد للحكومة على عكس ما يقول أديب بل إن مصر تعانى من احتكار الحزب الوطنى للسلطة.
أما عن سوء إدارة النظام السياسى بمصر للأزمات يقول الأشعل: «كيف يستقيم الفرع والعود أعوج».