رقصة الموت
هبة صبحي
جمعتهما سنوات الدراسة بإحدي الجامعات
الكبري ومعهما قصة حب.. ظل الحبيبان يحلمان بحياتهما معا وطموحاتهما
المشتركة في بناء أسرة مستقرة تزوجا وكانا مثالا للزواج الناجح والتفاهم
الذي يضرب به المثل وسط عائلتيهما ورزقهما الله بولدين كانا كل حياتهما
واستكمل الزوجان مشوارهما معا حتي أصبحت هي استاذة جامعية وهو من اكبر
الاستشاريين في مهنته.. ومرت السنوات علي الاسرة بالحب والاستقرار ولكن
بدأ الملل والخرس الزوجي يتسرب لحياتهما وظهر علي الزوج اعراض انشغاله
بشيء جديد ظهر في حياته وبالرغم من الذكاء والثقافة التي تتميز بهما
الزوجة وكذلك دهاء المرأة وحسها إلا أنها لم تتوصل لشيء وفي أحد الأيام
سمعت رنين الهاتف واجابت وكان علي الطرف الآخر عامل باحد المستشفيات
يخبرها بان زوجها وصل في حادث مروع.
ودارت الدنيا بالزوجة والحبيبة وام الأولاد وفزعت من فقدان زوجها
الذي لا تملك في الدنيا غيره فهو حبيبها قبل ان يكون زوجها وهرعت للمستشفي
التي يرقد به زوجها بين الحياة والموت وعند دخولها غرفته وجدت امه وشقيقته
تحتضنان امرأة غريبة منهارة تبكي وتصرخ بسبب الحادث الذي وقع لزوجها فشعرت
بدهشة وتسارعت دقات قلبها بشدة وترددت كثيراً قبل ان تسأل عن تلك المرأة
وعندما لم تحتمل سألت والدة زوجها عنها من تكون ولما تنهار امرأة ليست لها
أي صلة بعائلتنا وتفزع بهذا الشكل علي زوجي فأجابتها حماتها بصوت حازم
حاسم ان تلك المرأة زوجة ابني مثلك تمامًا فلم تصدق الزوجة ما سمعته ودار
شريط ذكرياتها في لحظة ما كان قبل عشر سنوات زواج وحب وعشرة وبعد ان افاقت
من صدمتها توجهت لمحكمة الأسرة لإقامة دعوي خلع ودعوي نفقة شهرية لاولادها
وعندما استدعي خبراء الأسرة الزوج الذي كشف عن كيفية معرفته بالزوجة
الجديدة وانه تعرف عليها عن طريق الانترنت وهي من احدي دول المغرب العربي
وتعمل راقصة وانه احبها وتزوجها منذ فترة ليست بقصيرة وعندما طالبته
الزوجة بتسجيل شقة الزوجية لاولادها باسمهما وخاصة وانها تمليك باحدي
المناطق الراقية لضمان حق أولادها رفض الزوج وأخبرها ان الطفل القادم من
زوجته الجديدة له حق مثلهم تماما وأصرت الزوجة علي طلب الخلع بعد ان علمت
ان الزوجة الثانية التي فضلها زوجها عليها راقصة.. فكان الحادث هو رقصة
الموت التي كشفت الحقيقة