عمار شلق في مشهد من المسلسل15 عاماً أمضاها في سجن رومية، فوصفته منظمات حقوق الإنسان بـ«منسيّ العدالة»، ومنه استوحى شكري أنيس فاخوري مسلسله
«قضية يوسف» الذي يعرض بعد رمضان
باسم الحكيم قضية الفلسطيني يوسف شعبان (مواليد لبنان 1965)، المعتقل في السجون اللبنانيّة منذ 1994، بتهمة محاولة اغتيال الدبلوماسي الأردني نائب عمران المعايطة، عادت إلى الواجهة بعد إصدار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عفواً خاصاً عنه. وقريباً، نستعيد الرواية على شاشة LBC في صيغة دراميّة برؤية الكاتب شكري أنيس فاخوري والمخرجة كارولين ميلان، ومع أبطال الخماسيّة
عمّار شلق (يوسف)، يمنى بعلبكي (زوجته)، ختام اللحّام (والدته)، نهلا داوود (المحامية رولا السمّان التي تتبنى القضية)، ألكو داوود (المحقق)، جوزف بو نصار (آمر السجن) وممثلين آخرين...
15 عاماً أمضاها يوسف وراء قضبان سجن روميّة، بينما اعتقل الجناة الحقيقيون في الأردن، وصدرت في حقهم أحكاماً بالإعدام، وما زال هو في مكانه، ولم ينظر في قضيته بسبب صدور حكم مبرم في حقّه. وها هو يخرج أخيراً بعفو خاص، لا عبر إعادة النظر في قضيته، ومع ذلك، يبدو أنّ هذا هو التوقيت الأنسب لعرض الخماسيّة التي يكمن دورها في استعطاف الرأي العام في الدرجة الأولى. ويتوقع صنّاع العمل أن تمثّل «قضية يوسف» دعوة إلى إعادة النظر في الحكم الصادر على يوسف شعبان. حرص فاخوري على السير بخطوات محسوبة وإيجاد أسلوب روائي مناسب، نظراً إلى دقّة القضيّة. ويشرح أن «القصة مبنيّة على أحد ملفات القضاء اللبناني بتصرّف درامي، نحاول فيها أن نعرض واقعاً معيّناً بأسبابه وحيثياته القضائية والاجتماعيّة والعقائدية، من دون أن نتخذ موقفاً»، معتبراً «أننا إذ نثير الإشكالية، نترك الحكم النهائي للرأي العام». وتدور «قضية يوسف»، بحسب فاخوري، «حول شخص سُمّي من
لن تتأثّر نهاية المسلسل بصدور العفو الخاص عن السجين
المنظمات التي تدعو لحقوق الإنسان بـ«منسي العدالة»». ويسأل «هل ما سنعرضه سيستثير الهمم لإيجاد حلّ معين، أم لا؟ علينا أن نعرض القصة بخطوطها الدراميّة، وأتوقع أن تحدث ضجة. وستنطلق القصة من الحاضر، وتعود على طريقة «فلاش باك» إلى الماضي. وتستوحي القصة من قضية يوسف شعبان لتحوّر الاسم والمكان. هكذا، «يصوّر المسلسل يوسف نعمان في جمهورية سعفان ومملكة وردان ومخيمات السلفاطيّة في عمل مأخوذ عن قصة واقعية». وهل بدّلت قليلاً في نهاية القصّة بعد صدور العفو الخاص؟ يسارع فاخوري إلى الإجابة بأنه يعرض قضية يوسف نعمان لا يوسف شعبان، «ونحن نأمل أن تحرك الخماسيّة، باتجاه إعادة النظر في القضيّة».
قبل عامين، كان رئيس مجلس إدارة LBC بيار الضاهر يعلّق آمالاً كبيرة على «قضيّة يوسف»، فطلب من شكري فاخوري كتابة عمل درامي يصوّر القضيّة، وكلّفه يومها بالتنسيق مع مارسيل غانم للاطّلاع على تفاصيل الملف من القضاء اللبناني. وكان مارسيل قد تابعه مع مجموعة ملفّات في حلقة خاصة من
«كلام الناس»، عن سجن رومية. وكشف فاخوري آنذاك أن «مارسيل كان أحد أبرز مصادر معلوماتي، وسهّل عليّ البحث عن تفاصيل تتعلق بجريمة قتل سكرتير إحدى السفارات المتهم بها يوسف، ويقبع بسببها في سجن رومية منذ 1994، علماً بأن الجناة الحقيقيّين اعترفوا بالجريمة وحوكموا وعوقبوا بالإعدام. وما زال يوسف حتى اليوم يقول إنه بريء، من دون أن يجد من يسمعه، باعتبار أنّ حكماً مبرماً قضى بسجنه مدى الحياة». ويوضح اليوم أنه «لاحقاً، اجتمعت بمحامية يوسف شعبان مي الخنسا ثم بشقيقه اللذين أطلعاني على تفاصيل القضية». من هنا، تعرض الخماسيّة الدراميّة التي ستعرضها LBC، بعد شهر رمضان، وجهات النظر المختلفة، بدءاً من وجهة نظر المتهم وصولاً إلى وجهة نظر القضاء والمحامين. ويسلّط الضوء على اعتراضات ذوي المتهم وتقدّمهم بطلب لإخلاء سبيل يوسف أو إعادة محاكمته على الأقل. لكن يصرّ فاخوري على أنه «ليس دورنا التحول إلى قضاة، بل نكتفي بإثارة مختلف وجهات النظر، وتبقى الكلمة الأخيرة للقضاء».
وفيما أوشك تلفزيون
«الجديد» على الانتهاء من عرض مسلسله
«لأنه الحب»، للمخرج إيلي فغالي، يبدو أن فاخوري سيعود قريباً لكتابة سيناريوهات دراميّة خاصة بالمحطة، غير أنه اشترط على القيّمين عليها عدم تكليف فغالي بالتنفيذ، وخصوصاً بعد سوء التفاهم الذي حدث في «لأنّه الحب»، حين استبعد المخرج البطلة نادين نجيم (ملكة جمال لبنان 2004)، وأسند البطولة إلى داليدا خليل، علماً بأنه لم يتفق بعد على عمل معين، لكنه سيستكمل العقد الذي وقّعه سابقاً بكتابة 30 حلقة، بقي منها 19.
بعد «قضية يوسف»، وقبل العمل الجديد مع «الجديد»، يعود فاخوري إلى بطلة قصة «خطوة حب» نادين نجيم، ليسند إليها بطولة مسلسل جديد، وخصوصاً بعدما أنهت تصوير دورها في مسلسل «رجال الحسم» مع المخرج نجدة أنزور.