السيد فرغلى كبير الأعضاء
برج العضو : الرصيد : 8341 العمر : 67 العمل : بالمعاش المزاج : عالى الخبره : 03/05/2008 النقاط : 17083
| موضوع: لخلع .. يا حبيبي 2009-07-30, 7:30 pm | |
| الخلع .. يا حبيبي كمال عبدالجابر
| أصبحت حياته كقارب تائه بلا شراع تتلاطمه أمواج البحر.. وقائع مأساته ربما لا تحدث حتي في الأفلام الدرامية وسطرت ملابساتها محاضر الشرطة ومحكمة الأسرة.. تناست شريكة عمره أن الحياة الزوجية أساسها الوفاء والإخلاص وسقفها الحب والحنان والعودة والرحمة تحجرت مشاعرها وفاجأته بخلعه في غفلة منه.. تمادت واصطحبت أطفالها وطفشت في جنح الظلام من القرية.. دوخته السبع دوخات في البحث عنها ولكن دون جدوي وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم ليسير في طريق التشتت والضياع لا يملك سوي أن يرفع يديه إلي عدالة السماء يشكو الله كيد النساء الذي غلب كيد الشياطين.
ظل سنوات طويلة عازفا عن الزواج الثاني لإصابة زوجته الأولي "بالعقم" دفعا للمشاكل ووجع الدماغ.. تحامل سنوات وسنوات في اصطحابها إلي رحلة العلاج بين العديد من المستشفيات والعيادات ولكن دون جدوي وجاء اليوم الذي فاجأته فيه بكل رضا ومحبة بضرورة الارتباط بالزواج من أخري علي أمل أن تنجب له الولد واعتاد رفض مطلبها.. تكاتف إخوته والتفوا حوله واحتدم النقاش الودي بينهم ورضخ لمطلبهم واستقر به المطاف في البحث عن بنت الحلال والقسمة والنصيب في الزواج من ابنة زميل له في عمله بطائفة المعمار.. قابلت العروس مطلبه في زيارته الأولي لمسكن أسرتها بالفتور ومشاعرها الدفينة بأنه ليس فتي أحلامها وتصغره بسنوات لكونها الزوجة الثانية أو "الضرة".. ولكن ماذا تفعل أمام رغبة واصرار والدها علي زواجها منه والاطمئنان علي مستقبلها وهي ابنته الكبري وليكرس البقية الباقية من أيام عمره الذي صار يزحف إلي الستين في رعاية اخوتها الأربعة والوصول بهم إلي بر الأمان.. فلم تجد سوي الاستجابة والرضوخ لمطلب والدها علي مضض واستجاب العريس لمطلبها في تطليق زوجته الأولي التي انسابت دموعها علي خديها كماء النار تحمل التعاسة والشقاء وتركت مسكن الزوجية وعادت إلي أهلها.. وقام ببيع قطعة أرض زراعية آلت إليه بالميراث من والده.. وأنفق بسخاء علي تجديدات وتحسينات الشقة وافترشها بالمنقولات والأجهزة الكهربائية وعقد قرانهما واصطحبها إلي مسكن الزوجية وانطلقت بهما سفينة الحياة هادئة ومستقرة اعتاد الانفاق عليها بسخاء والاستجابة لمتطلباتها وتحقيق أحلامها الوردية ورزقا خلال اثني عشر عاما بثلاثة أطفال تربوا وترعرعوا بين أحضان ورعاية أبوته وصاروا في عمر الزهور.
فجأة.. وقع ما لم يكن في حسبانه فاجأته برغبتها في العمل بمؤهلها المتوسط لمعاونته علي مواجهة أعباء الحياة القاسية وبالفعل التحقت بوظيفة متواضعة باحدي الهيئات الحكومية وخلال الشهور الستة الأولي من عملها فوجيء بتغير حالها ومعاملتها له اعتادت اختلاق المشاكل والمشاحنات اليومية علي غير عادتها حتي كادت جدران مسكن الزوجية تصرخ من النكد ليل نهار.. شعر بأن شعاع الدفء والمودة والعشرة الطيبة علي مدي سنوات وقد انطفأت بين عينيها.. تحامل علي مضض واحتبس همومه بين ضلوعه في صمت قاتل من أجل أطفاله.. ارتاب في الأمر ليقف علي الحقيقة المُرة عندما همس أحد زملائها في العمل بين أذنيه بأنها زوجة غير وفية اعتادت المزاح مع أحد زملائها الشبان بطرق خليعة!
وجاءت اللطمة الكبري عندما عاد من عمله في ساعة متأخرة وقدمت له طعام العشاء وعقب تناوله وأثناء توجهه إلي فراش نومه للراحة من معاناة وشقاء عمله نهاراً انتابته حالة من المغص مصحوبة بالقيء الشديد.. اصطحبته وبعض الجيران إلي المستشفي القريب من المسكن أجريت له الاسعافات الأولية وقرر فريق الأطباء بأنه مصاب بحالة تسمم رجحوا بأن يكون سم الفئران عندما شرعوا في ابلاغ الشرطة استجدي انسانيتهم مراعاة لظروفه الانسانية حرصا علي فلذات كبده.. وراح يضرب "كفا بكف" من كيد النساء وغدر زوجته وتناسيها العيش والملح وعشرة السنوات وشروعها في إنهاء حياته بسم الفئران وغادر المستشفي في هدوء بصحبة أحد أقاربه لتتسمر قدماه في صالة شقة الزوجية وقد اختفت زوجته والأطفال.. جن جنونه.. وهرول وهو في حالة اعياء شديد إلي الشرطة وحرر محضرا لاثبات حالة اختفائها وخداعها.. وانطلق في البحث عنها في كل مكان بمسكن أهلها الذين قابلوه بغلظة ونهروه بقسوة وهددوه بحرمانه من رؤية فلذات كبده.. وطعنوه بخنجر الخداع عندما أخبروه بأن ابنه الأكبر يعمل بورشة صناعية.
وجاءت الضربة القاضية في اليوم التالي عندما فوجيء عبر الموبايل بزوجته الهاربة المختفية تخبره بأنها خلعته بحكم قضائي منذ أسابيع وراحت تعلنها وسط ضحكاتها الصاخبة وتردد "ولا سم فئران ولا غيره" الخلع أسرع "وأضمن من غيره".. وبالفعل فوجيء بعد يومين بمحضر المحكمة يعلنه بحكم الخلع.
افترست الأمراض المضنية قواه بعدما أكلته لحما ورمته عظاما لم يبق في صحته قوة ولا في عمره فسحة للصراعات يعيش بين جدران غرفة متواضعة باحدي المناطق العشوائية وسط حياة الحسرة والآلام يجتر الذكريات المُرة لزوجة متمردة يعاني الهم والكمد والحزن حتي أصبح يبدو كأنه شبح أو هيكل عظمي علي وجهه تجاعيد رحلة العذاب والشقاء وصار أهله وأقاربه يرثون علي حاله الذي وصل إلي حد الدمار والهلاك لا يملك سوي دموعه التي صارت تبلل همومه.
|
|
| |
|
مريم شخصيه هامه
برج العضو : الرصيد : 817 العمر : 35 العمل : منزلى المزاج : مع نفسى الخبره : 17/03/2008 النقاط : 12580
| موضوع: رد: لخلع .. يا حبيبي 2009-08-01, 6:38 am | |
| شكرا على الموضوع الجميل وفى انتظار الافضل كما تعودنا | |
|
السيد فرغلى كبير الأعضاء
برج العضو : الرصيد : 8341 العمر : 67 العمل : بالمعاش المزاج : عالى الخبره : 03/05/2008 النقاط : 17083
| موضوع: رد: لخلع .. يا حبيبي 2009-08-01, 5:53 pm | |
| شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية وجزاك الله خيرا
يا مريم | |
|
محمد الحاوى مشرف سابق
برج العضو : الرصيد : 7096 العمر : 31 العمل : طالب ثانوى المزاج : متقلب الخبره : 12/02/2009 النقاط : 18727
| موضوع: رد: لخلع .. يا حبيبي 2009-09-08, 4:09 pm | |
| | |
|