روي ابن عساكر في تاريخه عن عقبة بن عامر الجهني قال : خرجنا في غزوة تبوك ، فاسترقد رسول الله " صلي الله عليه وسلم " ، اذ كان منها علي ليلة ، فلم يستيقظ حتي كانت الشمس كرمح ، فقال : ألم أقل لك يا بلال : أكلأ لنا الفجر .
فقال يا رسول الله ذهب بي الذي ذهب بك .
فانتقل غير بعيد ثم صلي ، ثم حمد الله ، ثم اثني عليه ، ثم قال :
أما بعد ، فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي ، وأوثق العرا كلمة التقوى ، وخير الملل ملة ابراهيم ، وخيرالسنن سنة محمد ، وأشرف الحديث ذكر الله ، أحسن القصص هذا القران ، وخير الامور عوازمها وشر الامور محدثاتها .
وأحسن الهدى هدى الانبياء ، وأشرف الموت قتل الشهداء ، وخير العلم ما نفع ، وخير الهدي ما أتبع ، وشر العمى عمى القلب ، واليد العليا خير من اليد السفلى ، وما قل وكفي خير مما كثر وألهى ، وشر المعذرة حين يحضر الموت ، وشر الندامة يوم القيامة ، ومن الناس من لا يأتي الصلاة الا دبراً ، ولا يذكر الصلاة الا هجراً ، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب ، وخير الغنى غنى النفس ، وخير الزاد التقوى ، ورأس الحكمة مخافة الله ، وخير ما وقر في القلوب اليقين ، والارتياب من الكفر ، والنياحة من الجاهلية ، والغلول من جثا جهنم ، والكنز كيّ من النار ، والشعر من مزامير ابليس ، والخمر جماع الاثم ، والنساء حبالة الشيطان ، والشباب شعبة من الجنون .
وشر المكاسب كسب الربا ، وشر المأكل مال اليتيم ، والسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من شقى في بطن أمه ، وانما يصير أحدكم الي موضوع أربع أذرع ، والامر بآخره ، وملاك العمل خواتمه ، وشر الروايا روايا الكذب ، وكل ما هو آت قريب .
سباب المؤمن فسوق ، وقتال المؤمن كفر ، وأكل لحمه من معصية الله ، وحرمه ماله كحرمة دمه ، ومن يتأل علي الله يكذبه ، ومن يغفر يغفر الله له ، ومن يعف يعف الله عنه ، ومن يكظم الغيظ يأجره الله ، ومن يصبر علي الرزية يعوضه الله ، ومن يتبع السمعة يسمع الله به ، ومن يصبر يضعّف الله له ، ومن يعص الله يعذبه الله ، اللهم اغفر لي ولامتي ، اللهم اغفر لي ولامتي ، اللهم اغفر لي ولامتي ، استغفر الله لي ولكم .