هل هناك آيه معينه تبعث النور في وجــه قارئــــها..!!!!!!!!!!!!!!
--------------------------------------------------------------------------------
هل هناك آية معينة تبعث النور في وجه قارئها ؟
سؤال:ـ
ما هي الأعمال التي إذا أداها الشخص يظهر النور على وجهه ؟
الجواب:ـالحمد لله
طاعة الله تعالى نور يضيء باطن العبد وظاهره ، وذلك من نور الله الذي ملأ
السماوات والأرض ، فقد أحب سبحانه الخير والعبادة والاستقامة ، وألقى
عليها من نوره وضيائه الذي يظهر في وجوه العباد بهجة وسرورا .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن للحسنة لنورا في القلب ، وضياء في
الوجه ، وقوة في البدن ، وزيادة في الرزق ، ومحبة في قلوب الخلق ، وإن
للسيئة لظلمة في القلب ، وغبرة في الوجه ، وضعفا في البدن ، ونقصا في
الرزق ، وبغضة في قلوب الخلق .
وهذا يوم القيامة يكمل حتى يظهر لكل أحد ، كما قال تعالى : ( يَوْمَ
تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ
وُجُوهُهُمْ أإباحيهفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا
كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ . وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي
رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
آل عمران/106-107 ...وهذا أمر محسوس لمن له قلب ، فإن ما في القلب من
النور والظلمة والخير والشر يسري كثيرا إلى الوجه والعين ، وهما أعظم
الأشياء ارتباطا بالقلب .
ولهذا يروى عن عثمان أو غيره أنه قال : ما أسر أحد بسريرة
إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه .
وقد يقوى السواد حتى يظهر لجمهور الناس ، وربما مسخ قردا أو خنزيرا كما في
الأمم قبلنا ، وكما في هذه الأمة أيضا ، وهذا كالصوت المطرب إذا كان
مشتملا على كذب وفجور ، فإنه موصوف بالقبح والسوء الغالب على ما فيه من
حلاوة الصوت " انتهى .
"الاستقامة" (1/351-352)
ولعل من أكثر الأعمال تأثيرا في نضارة الوجه ونوره قيام الليل وقراءة القرآن ، وتعليم الناس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما قيام الليل وقراءة القرآن فتجد ذلك في قوله سبحانه وتعالى - واصفا
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - : (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ
أَثَرِ السُّجُودِ ) الفتح/29يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ ) يعني : السمت الحسن .
وقال السدي : الصلاة تحسن وجوههم .وقال بعض السلف : من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار .
وقال أمير المؤمنين عثمان : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صَفَحَات
وجهه ، وفَلتَات لسانه .
والغرض أن الشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه ، فالمؤمن إذا كانت
سريرته صحيحة مع الله أصلح الله ظاهره للناس ، كما روي عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه أنه قال : من أصلح سريرته أصلح الله علانيته .
وقال مالك رحمه الله : بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين
فتحوا الشام يقولون : " والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا "
وصدقوا في ذلك ، فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة ، وأعظمها وأفضلها
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى باختصار.
"تفسير القرآن العظيم" (7/361-362)
أما تعليم حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فتجد ذلك في دعائه صلى الله
عليه وسلم لمن يبلغ الناس كلامه بالنضارة ، يقول صلى الله عليه وسلم : (
نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى
يُبَلِّغَهُ ) رواه أبو داود (3660) والترمذي (2656) وقال : حديث حسن .
يقول سفيان بن عيينة رحمه الله :
" ما من أحد يطلب الحديث إلا وفي وجهه نضرة ؛ لقول النبي صلى الله عليه
وسلم : ( نَضَّرَ اللهُ امرأً سمع منا حديثا فبلَّغه ) " انتهى.
رواه الخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث" (رقم/22)
وبالجملة فالحسنة والطاعة هي التي تنير الوجه ، وتضيء القلب ، وتشرح الصدر
، وليست آية معينة ، ولا سورة مخصوصة ، بل القرآن الكريم والعمل الصالح
بعمومه ، ولا يجوز تخصيص شيء من الدين بفضل خاص إلا بدليل ، وإلا أصاب
العبدَ نصيبٌ من الابتداع المذموم .
والله أعلممنقول للتدكير