قلم الرصاص

قلم الرصاص

في ليلة باردة , مظلمة ,غزيرة المطر كنت جالسا على طاولتي منهمك في سرقة مقالات ادبية افكر في النظرات الخبيثة لنوع من الطائرات المطبوعة على الجريدة. وفي الطريقة التي يحتال فيها الكتاب في بيع شعرهم ليصبح غناء على الألسنة.
فجأة .....قاطعني صوت جرس الباب كانت الساعة الثالثة واربع وخمسون دقيقة , قلت بشيء من الغضب
:" من يمكن ان يكون ؟؟ !!!! نهضت بسرعة من الكرسي حاملا مسدسي المحشو بثماني طلقات...
اسكت هرتي من المواء ,,.ثم شرعت بالسير نحو الباب,, نظرت الى الطارق من فتحة الباب ,,,, انه وجة رايته من قبل كان صديقي المدعو" أنس " ,فقد اعتدنا على المغامرات في الماضي . نظرت اليه بعمق.
لاحظت حبال من الدم على حذاءه وفي قبضته يحمل مسدس من معدن الكروم عيار 45 ملم.
سرحت في منظرة لحظات ,,, بعدها اخبرني بصوت بائس ان حكيم قد اصيب بالرصاص
تسارعت دقات قلبي ممااسمع واشاهد. وبدون تفكير فتحت الباب بشيء من الحذر فسقطت جثته الضخمة على الارض بعد ثواني.
قلت في نفسي : " هل حالته خطيرة؟؟ فلن يكون الانتقام له هو ادني الحلول . لانني خطير..وبإمكاني النيل ممن فعل كل ذلك".
حتى صديقي الجريح لا يعرف انني اشكل ذلك الخطر.
فتوجهت نحو الطاولة لحمل مسدسي الاخر , ثم اتصلت بـــ فيصل و اخبرته بما يجري طالبا منه ان ينهض من فراشة ليسعف رفيقنا الجريح. ولانني حرصت حينها ان تكون مجريات الامور سريعة وسهلة
وضعت كاتم الصوت في مقدمة السلاح وركبت سيارتي المرسيدس حيث كنت اقودها بحذر شديد في محاولة معرفة المكان الذي يتمدد فيه حكيم المسكين ......
**********************************************
الجو بارد والشوارع مظلمة في نهايتها , توقفت عند احد الابنية الكبيرة حيث لمحت اوراق مبعثرة يتلاعب بها الهواء يمينا وشمالا , صعودا ونزولا. ادركت على الفور انها اوراق حكيم , فقد كان يكتب بخط اشبة بالدوائر.... نعم هو حكيم الكاتب المغامر الذي وقف امام تاريخة بسبب قلمه الاشبة بطلقات الرصاص,
بعد لحظة سكون عدت لصوابي ,,,, فقد اكون عرضة للإتهام لو شاهدني احد في هذا المكان... او اكون هدفا سهلا لمتخفي يصوب سلاحة نحوي, اسرعت للسيارة فلا اريد طلقات الرصاص تعبث بجسدي..
كنت افكر في الخطوة التالية واكثر ما كنت اخشاه هو ان ينسج العنكبوت خيوطة على كتفي وانا افكر بذكرياتي مع حكيم وباقي افراد المجموعة.....

مرت ست دقائق قبل ان اسمع نغمة هاتفي النقال , انه فيصل يسالني عن مكاني وماذا انوي فعله.. اخبرته اني متوقف بسيارتي بالقرب من جثة حكيم والوضع هنا غير مطمئن .
اسمع صوت غريب يصدر من فيصل ألما على حكيم واحسست انه قد يفقد صوابه ,, سارعت بتوجية الاسئلة إليه لكي أبقيه على قدر من التركيز . فقد كنت قلقا بحالة انس فإصابته تبدو حرجة ..
تكلم فيصل بعبارات بالكاد اميزها يخبرني انه لايزال واعيا ولكن يجب ان ينقل الي المستشفى على الفور فالجروح عميقة ,, وامرني ان اغادر المكان فسيارة الاسعاف والشرطة قادمة لمسرح الجريمة بعد ان اعلمه انس بتفاصيل الامر..
ادرت محرك السيارة لا ادري اعود للمنزل ام اراقب الشارع من بعيد.. ؟؟ انا الان واقف امام باب شقتي والدماء قد جفت على الارض الصلبة ولا تزال الحيرة مرسومة على اعيننا ,, فقلت في عجل ليس لدينا الوقت للكلام لنحمل انس للطبيب , وفي الطريق كانت الحياة رجعت الى شارع من جديد باصوات سيارات الاسعاف وقد وصل رجال الشرطة للموقع ..
كنت اشعر بجوع شديد لكن ليس هذا المهم الان,,, المهم ان نتجاوز نقطة التفتيش امامنا .. وكنت مازلت احمل مسدسي في جيبي فسارعت باخفائه .. القلق واضح فمن الممكن ان يكون هناك تفتيش لكامل السيارة فالجريمة حية وكل من يسير في الشارع في مثل ذلك الوقت مشتبة به.. أرى حزن فيصل تحول الى عنف , وألم انس تحول الى حاله اغماء فجروحه لا تزال تنزف. يجب ان احافظ على تركيزي فانا المسؤال الان,,,
احسست بالم في عيني من المصباح الذي وجههه الشرطي إلينا كي يتعرف الى من يركب السيارة . قلت لصدقائي بحزم
" يجب ان نمر من هنا لا تتصرفوا بغباء الان "
تحقق الشرطي من الاوراق الثبوتية وبعد لحظات مد يده وهو يقول: " تفضلو بالعبور, ويستحسن ان تتوجهو الى بيوتكم المنطقة غير امنة فهناك الكثير من العصابات والجرذان المسلحة ,,"
عبرنا النقطة بهدوء وخطرت لي فكرة خاطفة وهي ان ارجع بسيارني للشرطة واخبرهم بما حدث لان فيصل هو من ابلغهم بالحادث .. رفض انس الفكرة لانه من الممكن ان يكشف امر اسلحتنا فهي غير مرخصة. وبعد 35 دقيقة وصلنا لباب المستشفى وقد هرع الممرضون لمساعدة . وادخل انس لغرفة العمليات......... ساد الصمت والسكون في بدني وقلت موجها كلامي الى فيصل
: " نحن نعرف بالضبط ما نواجهة الان " . رد بفتور " يجب ان ندلي بإفاداتنا لقسم الشرطة .. نعم كان رأي حكيم ولكن لم اقتنع به ففي راسي الكثير من الافكار . ارت ان اصل للجاني قبل دائرة الشرطة . اخفينا كل اسلحتنا وذهبنا لنوقع على اوراق الإفادة