بي بي سي نيوز- طهران
روكسانا صابري ظلت في ايران منذ عام 2006
|
بدأ الموضوع باعتقال امرأة شابة بدعوى شرائها زجاجة خمر.
والآن قد تصبح قضية روكسانا صابري الاختبار الأول الكبير للعلاقة بين إيران والادارة الأمريكية الجديدة للرئيس باراك أوباما.
لقد اعتقلت السيدة روكسانا صابري منذ ثلاثة أشهر في سجن إفن بطهران.
وسرعان ما اتضح أن زجاجة الخمر لم تكن سوى ذريعة فقد اتهمت بممارسة العمل الصحفي دون أن يكون لديها تصريح من السلطات.
وخلال عشرة ايام وجه إليها اتهام أكثر خطورة هو التجسس وحوكمت وأدينت وأنزلت بها عقوبة السجن لمدة ثماني سنوات. وهذه عقوبة قاسية حتى في هذه الحالة.
ولم تعلن السلطات الإيرانية أبدا ما تستند إليه من أدلة في إدانة روكسانا. وقد عقدت المحاكمة في سرية تامة، وقال والدها إنها أرغمت على تقديم اعترافات زائفة.
إثارة الشكوك وتثار شكوك حول ما إذا كانت هذه القضية من تدبير الأجنحة المتشددة داخل النظام الإيراني خلال سعيها لتقويض أي محاولة لرأب الصدع بين طهران وواشنطن.
وحتى منذ التوجه الجديد للرئيس أوباما تجاه حكومة الرئيس أحمدي نجاد كان من الواضح أن الحكومة الايرانية تتشكك في النوايا الأمريكية ولم تعرف بالتالي كيف ترد على هذه المبادرة.
وقد أشار المرشد الروحي للثورة الايرانية آية الله خامنئي إلى أنه لا يوجد فرق بين الرئيس أوباما وسلفه الرئيس جورج دبليو بوش. وأحيانا يبدو وكأن الحكومة الايرانية تحن إلى الأفكار السياسية الراسخة في عهد الرئيس بوش.
وقد أبدت الحكومة استحسانها لهتاف تردد خلال الذي إحدى المظاهرات الحديثة يقول: "الموت لأوباما" وكانت تلك المرة الأولى التي يتردد فيها هتاف من هذا النوع.
واعتاد المتظاهرون على ترديد هتافات مثل :الموت لأمريكا" حتى أصبح هتافا مألوفا تماما كما يردد البريطانيون مثلا "ليحمي الله الملكة" أو الأمريكيون "فليبارك الله أمريكا".
أما موضوع روكسانا فقد يكون نوعا من المناورة السياسية الأكثر تعقيدا من محاولة تقويض فرصة بدء محادثات جديدة.
لقد نجح الايرانيون في إبعاد الأنظار عن أزمة البرنامج النووي الايراني بتسليط الأضواء حاليا على موضوع روكسانا.
وأصبح بوسعهم ايضا استخدام ورقة روكسانا للمطالبة باطلاق سراح الايرانيين المعتقلين في العراق.
وربما يظهر الإيرانيون روح التسامح والعفو ويعيدون روكسانا إلى الولايات المتحدة.
أما في الوقت الحالي فإن هذه القضية تعيد إحياء المواجهة بين الولايات المتحدة وايران قبل أن تتاح أي فرصة لبدء المصالحة.