لا .. لحسن نصر الله .

التاريخ سجل حافل متنوع, لم يُكتب أبدا بإنصاف إلا في كتاب الله, أما البشر فمن العسير تجردهم من الانتماء عند تصديهم لكتابته!!. وعبر التاريخ نشأت الفرق والمذاهب, وأصبح لكل جمهور وعلماء ومنظرين.
من هنا فإن الحديث عن إيران و مشروعها النووي, وما يقال حول سعيها للهيمنة وبسط النفوذ على المنطقة ( كما كان في زمن الشاه حديثا, أو كما كان في زمن الإمبراطورية الفارسية قديما) والحديث عن الخلاف بين الشيعة والسنة وعن حزب الله وعن خلاف الإمارات مع إيران حول الجزر الثلاثة, وكذلك الخلاف الإيراني مع البحرين والمغرب والتبشير الشيعي في بلاد السنة والأقلية السنية في إيران والأقليات الشيعية في بلاد السنة,
هو ملف شائك ومعقد وكبير, لا يخلو من مخاطر ولا يقدر أحد على الخوض فيه دون أن تصيبه رضوض أو أشواك من هنا أو هناك.
فمن يتحدث عن خطر التمدد الشيعي يُتهم بأنه يتجاهل الخطر الحقيقي للمشروع الصهيو أمريكي, ومن يساند إيران في موقفها مع أمريكا والغرب وحقها في استكمال مشروعها النووي هو شيعي الهوى!.. وقد تكون الحقيقة لا هذه ولا تلك!

القرضاوي وغزلان وندا !!

هذا التباين في المواقف والآراء تجدد عندما نشر موقع إخوان أون لاين مقالا للأستاذ يوسف ندا قال فيه:[ومن الآراء والفتاوى المرفوضة عند الإخوان أيضًا ما قيل عن الشيعة بتزمت وتعنت وضيق أفق يُفرِّق ولا يجمع، ويُقسِّم ولا يلملم، ونعتهم بالرافضة أحيانًا، وبالمبتدعة أحيانًا، وأُلِف طوفان من الكتب تقول فيهم ما ليس فيهم حتى ظنَّ عامة أهل السنة أن ما جاءَ فيها من افتراءات وكذب ومبالغة في التزييف والاختلاق هو حقائق ثابتة، والواقع أن كتّابها وناشريها إما موتورين أو مفتونين أو جاهلين أو إمّعين (جمع إمعة) أو سياسيين منتفعين باعوا دينهم ليرضى السلطان، بل أدهى من ذلك أنهم يُفضلون عليهم الكفرة وأهل الكتاب].

وقد حذر من قبل العلامة الدكتور يوسف القرضاوي من نشر المذهب الشيعي في البلاد السنية, كما حذر من سعي إيران للهيمنة والتوسع, ووصف( حفظه الله ) الشيعة بالمبتدعة ولم يكفرهم في توازن علمي رفيع يليق بعلمه ومقامه.

إلا أن الأستاذ يوسف ندا ( في مقال بالمصري اليوم وإسلام اون لاين ) عاد وكتب إن علاقتى بالدكتور القرضاوى واحترامى له وتقديرى لعلمه وسعة أفقه يعرفهم القاصى والدانى وهو من أهم الأئمة الذين اقتديت بآرائهم فى دينى ودنياى وحتى فى حياتى العائلية والاقتصادية ورغم ذلك من حقى أن أختلف معه وتكون لى وجهة نظر مختلفة فيما مارسته وخبرته ومن هذا موضوع الشيعة وإيران وهو يعلم هذا الذى لم يفسد الود والتقدير والمحبة)!!
فإذا كان من حق الأستاذ يوسف ندا أن يختلف مع العلامة القرضاوي, فمن حق أي أحد إذن أن يعترض على ما كتبه الأستاذ يوسف ندا – وخاصة – عندما ينسب ذلك لجموع الإخوان ومكتب إرشادهم بجملته !!
عذرا أستاذ ندا ..فقد أخطأت

فإذا كان لك الحق في رؤيتك للشيعه وللسياسة الإيرانية, ومع التقدير لخبرتك الطويله في الملف الإيراني فإن الدكتور القرضاوي لا يعيش في عزلة, بل هو في قلب الميدان الفقهي والسياسي والاجتماعي والإقتصادي!!
وفي نفس السياق لا يصح أن تتكلم عن الرجل الجليل د . غزلان بقولك: وجاء آخر ( إشارة للدكتور غزلان !!)فقال: (إن يوسف ندا خرج علينا يدافع عن المذهب الشيعى وينفى عنه جُل ما أجمع عليه علماء أهل السنة من عيوب، وكأنه يدعو للدخول فيه أو على الأقل لا يفرق بينه وبين مذاهب أهل السنة وإن كان وقع فى تناقض عندما نسب إليهم تكفيراً ولعن أم المؤمنين وكبار الصحابة؟)
لتكتب ردا على ذلك: [ولا ادرى كيف فهم تقرير الواقع بأنه وقوع فى تناقض! لقد غيّب موضوع البحث واختلق غيره، وفى دفاعه عمّا اختلق، اتهمنى بأنى أنفى جل ما أجمع عليه علماء أهل السنّة وكأننى أدعو للدخول فى المذهب الشيعى أو على الأقل لا أفرق بينه وبين مذاهب أهل السنّة؟ وهذا الأسلوب هو صورة طبق الأصل للسطحية التكفيرية الضحلة بخلق التهمة ورميها على برىء ثم تكفيره بها أو إخراجه من الملة بنفى ما اجمع عليه علماؤها]

ولا يليق بمقام الدكتور غزلان أن تتطاول عليه وتتهمه بالسطحية التكفيرية الضحله !!.. لا يحق لك ذلك حتى ولو عشت في سويسرا أو هولندا !!
وقد كتب د غزلان في مقاله كلاما مهذبا راقيا جاء فيه: [ولو نُشر هذا المقال باعتباره فهمَه ورأيَه( أي فهم ورأي يوسف ندا ) لهان الخطب، ولكنه يتكلم من بدايته لنهايته على أنه فهم الإخوان وكلام الإخوان، إضافةً إلى نشره على موقع الإخوان؛ الأمر الذي يُسيء إلينا أبلغ الإساءة ويُثير الشبهات حولنا، ويؤلِّب كثيرًا من أهل السنة ضدنا، بل من أفراد صفنا]...وأضاف: لقد كان عدد المعترضين على مقال الأستاذ يوسف ندا 35 تعليقًا بنسبة 70% من جملة التعليقات من جنسيات مختلفة معظمهم مصريون]
فكان ردك غير موفقا بالمرة متهما أصحاب التعليقات بالقصور إذ كتبت:
[والعجيب أن يتصور أن بعض العشرات من التعليقات القاصرة تؤخذ على أنها إحصاء منه يعلّم رأى وثقافة الملايين من الإخوان فى كل العالم ؟]
نحن سلفيون ولسنا شيعه

ولم يقتصر هجوم الأستاذ يوسف ندا على العلامة القرضاوي وعلى الدكتور الجليل محمود غزلان ولا على أصحاب التعليقات فحسب, ولكنه انبرى ليتحدث عن السلفيين بقوله : [وحديثى هنا ليس عن فكر الغزو العقائدى الذى يقوم به من يسمون أنفسهم حاملى الفكر السلفى حيث تسميتهم بهذا الاسم تسمية مضللة فهم أصحاب الفكر القشرى المغالى الانتقائى, لقد أجهدوا أنفسهم, وفتحت لهم المجالات, وأعطيت لهم المنابر والخزائن, وطبعت لهم الكتب, حتى يوقفوا تيار الإخوان المعتدل, الذى كسح أمامه كل الأفكار المتزمتة والمتشعوذة والموجهة والمغالية سواء بسواء، وسار هؤلاء الغزاة كالقطيع فى خط سمى لهم خط التوحيد والعقيدة أولاً]..
فهل الخلاف مع السلفيين من الأصول والخلاف مع الشيعه من الفروع؟
مع الأخذ في الاعتبار أن الهجوم الضاري على السلفيين يخالف منهج الإمام البنا(رحمه الله) كما جاء في رسالة ( دعوتنا) فقال عن الخلاف الفقهي:
[ نعتقد أن الإجماع على أمر واحد في فروع الدين مطلب مستحيل، بل هو يتنافى مع طبيعة الدين، وإنما يريد الله لهذا الدين أن يبقى ويخلد ويساير العصور، ويماشي الأزمان، وهو لهذا سهل مرن هين، لين، لا جمود فيه ولا تشديد.
وقال رحمه الله: نعتذر لمخالفينا, فإذ نعتقد هذا فنلتمس العذر لمن يخالفوننا في بعض الفرعيات، ونرى أن هذا الخلاف لا يكون أبدا حائلا دون ارتباط القلوب وتبادل الحب والتعاون على الخير، وأن يشملنا وإياهم معنى الإسلام السابغ بأفضل حدوده، وأوسع مشتملاته، ألسنا مسلمين وهم كذلك؟ وألسنا نحب أن ننزل على حكم اطمئنان نفوسنا وهم يحبون ذلك؟ وألسنا مطالبين بأن نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا؟ ففيم الخلاف إذن؟ ولماذا لا يكون رأينا مجالا للنظر عندهم كرأيهم عندنا؟ ولماذا لا نتفاهم في جو الصفاء والحب إذا كان هناك ما يدعو إلى التفاهم؟
وأجدني أقول : إن السلفيين ( حسب تسمية اليوم ) هم أخوة لنا داخل دائرة السنة والجماعة, وفيهم تنوع ومشارب , وعلماء ومشايخ , وليسوا على شاكلة واحدة, ولا يصح وصفهم بالغزاة أو القطيع أو السطحية والضحالة , ولا يصح أن يكون قلمك رقيقا على الشيعة ( وهم ما هم ) وسيفا ضاريا على السلفيين (ونحن منهم)!.
فما من شك أن جل علماء السنة والجماعة ينظرون بقدر كبير من الريب تجاه المذهب الشيعي على تنوع مشاربه, بين معتدليه ومتشدديه, فمن علماء السنة من أسماهم بالرافضة ويجمعهم مع أعداء الأمة في سلة واحدة,ومنهم من فرق بين مذاهبهم فوصف الزيدية بالاعتدال ووصف الشيعة الاثنى عشرية بالغلو والتشدد(وهم من أحدثوا الوقيعة فى زوجة رسول الله وفى كبار الصحابة طعنا وتكفيرا) وبالمناسبة هذا مذهب إيران الرسمي وكذلك حزب الله!!
أما العلامة القرضاوي فوصفهم ( إجمالا – دون الخوض في مذاهبهم ) بالمبتدعة, وخاصة لما يفعلونه حول قبور الأئمة وتقديسها والزيارة السنويه لها, لدرجة أن كربلاء بالعراق في أربعينية الحسين تعج بملايين من الزوار أكثر مما تعج به مكة في موسم الحج ( وهو ركن ركين من أركان الإسلام ) فضلا عن اللطم وإراقة دماء النفس كأسوأ مشاهد تتناولها محطات التلفزة الأجنبية, وهم بذلك يقدمون أكبر خدمة لخصوم الإسلام وهم ينقلون هذه المشاهد الكربلائية للتدليل على مزاعمهم الكاذبة بعنف ودموية دين الإسلام ( والإسلام منه براء)!!
كما أن نداءاتهم : يا حسين .. يا علي .. يصفُها بعض العلماء على أنها درجة من الشرك!!
السياسة الإيرانية

لقد كان للعلامة القرضاوي موقفه المؤيد لحزب الله في حربه مع إسرائيل 2006 وكذلك موقفه من حق إيران في استكمال مشروعها النووي, فقد انحاز إلى نظرية( عدو عدوي صديقي ). ومع ذلك لم يسلم منهم من سلقه بألسنة حداد عندما تحدث عن المذهب, أما الدكتور غزلان فقد بدا كلامه معتدلا واضحا وكأنه أراد أن يفرق بين الموقف من المذهب والموقف من السياسة.
ولعل القرآن الكريم( المكي) في وقت مبكر من الدعوة, قد تضمن هذا المعنى في صدر سورة الروم, حيث أنزل الله سبحانه: [غُلِبَتِ الرُّومُ (2)فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَ******** مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)]
ولنتأمل معا قول الله سبحانهوَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ).. فانتصار الروم له مغزي سياسي, بينما الموقف الديني العقدي لرسالة الإسلام الذي جاء بالتوحيد النقي الراقي ضد ملة الروم جملة وتفصيلا,
ومن المواقف السياسية ما فعله الرسول(ص) حين هاجر إلى المدينة (حيث يسكن اليهود فيها وفي جوارها ), فأجرى جملة من العهود والمواثيق والمكاتبات ( كما جاء في البحث القيم للشيخ السعودي الجليل فضيلة الدكتور ناصر العمر(حفظه الله) تحت عنوان: العهود والمواثيق في القرآن الكريم ) فذكر مجالات استعمال مصطلح العهد والميثاق منها:العلاقات الدولية والمعاملات والقضايا الاجتماعية فضلا عن العقيدة والعبادة والجهاد,وقد عقد الرسول اتفاقا مع مشركي مكة في صلح الحديبية, كما أرسل رسائل إلى عظيم القبط, وعظيم الروم وعظيم الفرس...وهذا كله في ميدان السياسة, بينما الموقف العقدي واضح تمام الوضوح من هذه الطوائف جميعها, ومن هنا وجب التفرقة بين المواقف السياسية التي تتبدل وتتغير طبقا للظروف والأحوال وبين النظر إلى الملة أو المذهب وتوضيح ما قد يشوبه من بدع وخروج على السنة الصحيحة.
وعلى ذلك أرى أن لا نكون مع حزب الله في كل حال, ففي تعقيب على مقالة د.عصام العريان التي رثى فيها الدكتور حسن هويدي رحمه الله, وقد تضمنت مقالته حديثا عن إخوان سوريا, عقب أحد الإخوان السوريون عليه بقوله:[حزب الله عدو استراتيجي لنا وهو جزء من تركيبة حلف النظام( السوري) الاستراتيجي الطائفي ، وهو أحقد من النظام على إخوان سوريا].
وإذا كان التعاطف مع إيران في تصديها للمشروع الأمريكي من ناحية , ولأنها دولة إسلامية من ناحية أخرى مُقدرا ومُعتبرا , إلا أنني أرى ألا نكون معها في كل حال, بحجة أنها دولة إسلامية, أو إنها تتصدى للمشروع الأمريكي, لأن إيران ( عن طريق حزب الوحدة الشيعي الأفغاني ) قد ساندت أمريكا في حربها ضد( سنة) أفغانستان, ووقف الشيعة بقيادة السيستاني موقفا سلبيا من الاحتلال في العراق, فضلا عن المجازر التي اُرتكبت بحق سنة العراق, وإيران هي التي امتنعت عن تأييد الكوسوفيين بأسلوب علني. والمعروف أن إيران قد أيدت – أكثر من مرة - نظام الحكم المسيحي في مواجهة قوات المسلمين المنشقة,وفي خلال الصراع بين الروس والشيشانيين (خريف 1999) قام وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي بتأكيد وقوفه على الصف الروسي، ومعاونة روسيا على تدعيم حملتها في داخل الشيشان. وأخيرًا قامت إيران بتدعيم الأرمينيين ضد الأذريين( المسلمين) في الصراع الدائر بمنطقة نجارنو – كاراباخ. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مدفوعة أولاً بدوافع قومية لا دوافع حضارية, ومع ذلك, لا يمكن لأحد أن ينكر( بغض النظر عن الحب أو الكره , أو التأييد أو المعارضة للسياسة الإيرانية) أن إيران نجحت( فيما فيه مصلحتها) أن تكون لاعبا أساسيا في المنطقة, وخاصة في العراق ولبنان وافغانستان وفلسطين, بالإضافة لدورها الهام في الخليج, كما لا يمكن لأحد أن ينكر تفوقها التقني والإقتصادي وتقليص حالة الفساد وإرساء شكل ما من أشكال الديمقراطية يسمح بالمحاسبة وتعاقب الرؤساء وهو ما تفتقده المنظومة العربية بكاملها, بالإضافة إلى صبرها وعدم خضوعها للضغوط المتوالية مما حدا بساسة أمريكا الجدد أن يوجهوا لها نداء تلو نداء لفتح صفحة جديدة لأن العالم لا يحترم حقيقة إلا الأقوياء ودائما يزدري الضعفاء والخانعين!.
أما موقفهم من دعم حماس في مواجهتها مع إسرائيل, فلا يمكن التسليم المطلق بحسن أو سوء دوافعه. أما حماس فقد لجأت إلى إيران بعد أن ضنّت دول المنطقة السنية عن تقديم أي دعم لها, وما إن وجدت حماس تغيرا إيجابيا في الموقف المصري سارعت بكل أحضانها لتعانق الموقف المصري, لتنفرد مصر بملف المصالحة والإعمار والجندي الأسير, بعد أن كادت دول إقليمية أن تحتل مقعد مصر الذي كان شاغرا!!
ولعل هذا يلفت النظر إلى أهمية احتواء الحركات الإسلامية في مجتمعاتنا حتى لا تلجأ خارجها التماسا للعون والتأييد والمساندة!!!
سياستنا تجاه إيران

لذا, فإنني أرى أن تكون مواقفنا السياسية تجاه إيران كغيرها من المواقف السياسية مع كل بلدان العالم, فلا موافقة دائمة ولا رفض دائم, أما نهجها المذهبي فأرى أننا نختلف معه اختلافا هاما, قد يراه بعضنا خلافا جوهريا لا يمكن مداواته, بينما يراه آخرون خلافا في الفروع يمكن احتماله, تاركين للعلماء مناقشة هذه الخلافات مناقشةً علميةً منصفةً، مع إنكارنا كل ما يسيء إلى مذهب أهل السنة ومقام الصحابة الكرام. وهذا الموقف مرهون باحترام الشيعة هذا الموقف ومقابلته بمثله ( أهذا عسير عليهم ؟)
بين هذين الموقفين ينبغي التأكيد على أن المبادرة في التقارب مع أهل السنة( مذهبيا) تقع على كاهل إيران فقط باعتبارها زعيمة الشيعة في العالم, وتقع على علماء الشيعة دون علماء السنة, لأن الشيعة لا يجدون شيئا على أهل السنة, فأهل السنة يحبون ويوقرون ويعرفون قدر آل البيت, وخاصة علي والحسن والحسين وفاطمة (رضوان الله عليهم), بينما أهل السنة يطالبون الشيعة بتوقير وحب واحترام أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وبقية الصحب الكرام (رضوان الله عليهم), وإعادة الاعتبار لصحيحي البخاري ومسلم, وطوي الملف التاريخي بأكمله, لأن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد والحسين وعائشة وفاطمة ( رضوان الله عليهم ) قد ماتوا جميعا, والله هو الذي يقضي بينهم, وهو أحكم الحاكمين, فلماذا نظل أسرى هذا الخلاف التاريخي واستدعائه في دروس ومحاضرات, وخطب وندوات, وكتب ومؤلفات, ودماء ومسرحيات, على أرض كربلاء وغيرها كل سنة ( كل سنة !!!)؟؟؟

لا.. لحسن نصر الله!!
ما من شك أن الأمة بجملتها تسعد بأي مقاومة ضد العدو الصهيوني, ولذا ناصرت جل الأمة بعلمائها وشعوبها حزب الله في حربه مع الكيان الصهيوني في 2006
لكن لا يظل التأييد أيضا في كل حال (فهو عين التعصب), ومن ثم فإن كان مساندة إخوتنا في فلسطين يعتبر فعلا شريفا ونبيلا وكريما ومُقدَّرا, وهو ما فعله المصريون من خلال الجمعية الشرعية, والهلال الأحمر, ونقابة الأطباء وغيرها من خلال الدعم الطبي والغذائي والإغاثي, إلا أن النشاط العسكري لا ينبغي أن يكون من اختصاص جماعات أو أحزاب أو أفراد ( من داخل الوطن أو خارجه )لأنه يؤدي إلى فوضى وإلى الانتقاص من سيادة الدولة ( مهما كانت درجة الخلاف مع نظامها السياسي) , ولعل حزب الله في موقفه من عدم المشاركة في مساندة الأشقاء في غزة إبان العدوان الصهيوني الأخير تحت حجة التزام حزب الله بأنه ( حزب لبناني) يعمل على الأرض اللبنانية بأجندة لبنانية, ومن ثم لم يشأ أن يورط الدولة اللبنانية في حرب وفق أجندة خارجية ( هكذا قال ) , فهل يصح ذلك مع الحالة اللبنانية ولا يصح مع الحالة المصرية, وأين هي الدولة التي تقبل بنشاط عسكري على أراضيها ( قادم من الخارج ) دون التنسيق معها؟؟

يتبقى سعي بعض الغلاة في نشر المذهب الشيعي بين سكان مصر وغيرها من البلاد السنية, و أرى أهمية التصدى له, ومواجهته, فقد حكم الشيعة مصر( إبان الدولة الفاطمية) وبقيت مصر بشعبها على سنيته, لأننا لسنا شيعة.. ولن نكون.. لكن إن تجاهلنا جهودهم فنخشى أن نكون!!