اصبحت مدن جنوب العراق والتي ترزح تحت قبضة
الاسلاميين مناطق معادية للمرأة؛ حيث لم يعد مرغوباً او مقبولاً تواجد
النساء في الشوارع ، والمؤسسات التعليميه ، او في اماكن العمل. وبالرغم من
سلبية واخفاء هذاالتواجد تحت الحجاب والملابس الفضفاضة، يتربص الموت
للنساء في أركان الشوارع ، والأسواق ، بل ويزورهم داخل منازلهم يوميا في
مدينة البصرة.
ورغم اعلان قائد شرطة بان 15 امرأة تقتل في مدينة
البصرة شهريا ، الا ان العدد الحقيقي يزيد عن هذا. اذ كشف مصدر غير رسمي –
وهو سائق سيارة اسعاف مكلف بـ تنظيف الشوارع يوميا ومنذ ساعات الفجر
الاولى ، كشف انه يزيل عدة جثث يوميا لنساء ورجال من مناطق النفايات.
منذ
احتلال العراق في عام 2003، اصبحت هذه المدن أرضاً مفتوحة لفرق الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولفرق اسلامية متشددة، وعصابات وافراد محيطة
بها. تنامت هذه الفرق في السنين الاخيرة بحيث افرزت مسؤولين حكوميين،
ومؤسسات امنية، وميليشيات، وافراد متشددين مدّعين بقضيتهم، وكذلك قتلة
مأجورين.
انهم يحرسون مداخل الجامعات مانعين دخول الفتيات
السافرات الكافرات . انهم يقمعون التجمعات المختلطه للطلاب. كما انهم
يحتجزون الطلاب الذين يعصون اوامرهم في غرف مخصصة للاعتقال والتعذيب.
عندما تقتل امرأة ، لا تحتاج الجريمة الى تبرير اكثر من كلمة ينطقها احدهم بانها منحلة او زانيه.
بينما
في الواقع ، فان اولى القتيلات هن من حملة شهادة الدكتوراه ، والطبيبات
والمهندسات ، والناشطات، ولكن ايضا من الموظفات الكادحات ، واخيرا من
بائعات الجسد. تهذف هذه الفرق ارهاب جماهير النساء من المشاركة في المجال
الاجتماعي والاداري وتدفعها الى داخل منازلها، وبهذا تكبح جماحها وتنهي
اية احتمالات لمشاركتها في العملية السياسية.
تطالب منظمة حرية
المرأة وباسم النساء العراقيات ، من المسؤولين إنشاء وتدريب فرق حماية
النساء لتجوب شوارع المدن الجنوبيه في جميع ايام الاسبوع وكل ساعات الليل
والنهار لكي توفر الحماية المطلوبة للنساء من القتلة. ويجب لهذه الفرق ان
تحصل على تدريب لتعي مظاهر التمييز ضد المرأة ولتدرك احترام حق المرأة في
الحياة بحيث يكون هذا الحق اولوية على اي من القيم الدينية او العشائرية
او اية قيم ذكورية وهمجية. ان تواجد قوات الاحتلال في مدينة البصرة لم
يقدم اية مساعدة او دعم للنساء. ولذا، فليس مقبولا ان تُستَغل هذه المساله
كذريعه لاطالة أمد بقاء قوات الاحتلال.
نحن الموقعون ادناه ،
نطالب بان ان يتحمل المسؤولون مسؤولية فقدان مئات النساء لحياتها في
البصرة والعمارة. كما نطالب بتأسيس فرق حمايه النساء مباشرةً وبأعداد
كافية لحراسة شوارع وأحياء مدن البصرة والعمارة، وكذلك وجميع القطاعات
التي تقع تحت السيطرة الكاملة للاسلاميين المتشددين.
ونتوقع ردا على طلبنا من مكتب رئيس الوزراء ، وزير الداخلية ، ومحافظي المدن المذكورة في الجنوب العراقي ، وخاصة مدينة البصرة.
منظمة حرية المراة فى العراق
5 كانون الثاني 2008