أعلنت بغداد سعيها لحوار شخصيات سياسية بارزة من بعثيين ومستقلين وليبراليين بهدف إقناعهم بالمشاركة في العملية السياسية بالبلاد.
وقال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية أكرم الحكيم عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالقاهرة إن هدف زيارته الالتقاء بالشخصيات والقوى المعارضة خاصة في مصر لتبادل الآراء وتشجيعهم على الاستفادة من الفرص الموجودة والمشاركة السياسية خاصة انتخابات مجلس النواب المقبلة.
وأضاف الحكيم في مؤتمر صحفي أن الرغبة في اللقاءات والمؤتمرات تشير إلى أن الحكومة "لا تعترف بالآخر فقط وإنما تتيح له الحوار والتفاهم حول الملفات الأساسية في العراق".
لكنه دعا البعثيين إلى مراجعة تاريخهم بين 1968 و2003، وإلى أن "يتبرؤوا من الجرائم التي ارتكبت في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وأن يفرزوا المجرمين من صفوفهم واعدا بأنهم سينالون ما يحق لهم كباقي المواطنين العراقيين.
وأشار إلى أن هناك محاولة للاستفادة من كل الطاقات والخبرات، مستدلا بوجود بعثيين سابقين بالبرلمان وفي رتب الجيش العليا، والأجهزة الأمنية العراقية، وفي مواقع أخرى مهمة بالعراق.
وأشار إلى أن "الخط الأحمر هو أنه لا يمكن لتنظيم البعث أن يعمل في العراق إلا إذا قرر مجلس النواب الذي يضم ممثلي الشعب ذلك".
مصالحة
وحول احتمال عقد مؤتمر جديد للمصالحة العراقية مرة أخرى، قال الحكيم إن الجامعة العربية كان لها شرف المبادرة الأولى لعقد مؤتمر الحوار الوطني في القاهرة عام 2005 تحت رعاية الرئيس المصري حسنى مبارك.
وأوضح أن هناك تعاونا مستمرا في عقد أي لقاء أو مؤتمر للمعارضين، مضيفا أن ممثل الجامعة العربية في بغداد كان عضوا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني للقوى السياسية العراقية الذي عقد قبل عام.
واستطرد قائلا "تعهدنا للجامعة العربية بأنها ستشارك بشكل فعال وإيجابي ولكن الآن لا يوجد موعد محدد لمؤتمر قادم".
ملف الصحوات
كما أكد الوزير العراقي أن من الأهداف الرئيسة للعمليات الأخيرة التي استهدفت الصحوات خلق حرب شاملة بين الصحوات وبين الحكومة، ونفى عزم الحكومة تصفية الصحوات لكنه أكد ضرورة محاسبة الأفراد الذين يخرقون القانون من تلك العناصر.
وقال الحكيم إن الصحوات أثبتت أنها منظومة إيجابية لدعم الأمن في بغداد ومناطق أخرى، معترفا بأن هناك من يسعى لإقناع الحكومة العراقية بأن هذه العمليات هي رد فعل للصحوات على ما جرى من محاسبة لبعض عناصرها، وأنها تتبنى هذه التفجيرات للدفاع عن بعض مصالحها.
وحول استمرار تدخل دول الجوار في الشأن العراقي، اعترف الحكيم بأنه "عندما سقط النظام السابق في التاسع من أبريل/نيسان 2003 حدث فراغ أمني وسياسي كبير في البلاد، بسبب أخطاء كبيرة للقوات الأميركية والمتعددة الجنسيات. وهذا الفراغ استغل من دول الجوار لمد نفوذها وتأمين مصالحها ولو على حساب مصالح العراق".
وأكد حرص بلاده على إقامة علاقات متوازنة ومتطورة مع دول الجوار، منوها بأن الحكومة على اقتناع بأن العراق لكي يكون وضعه متوازنا يجب أن تكون علاقاته متوازنة ولا تميل لهذا الطرف أو ذالك.