في
البداية أود أن أشير إلى قدر الإحباط الرهيب الذى يصيبنى عندما أشاهد ذلك
التدهور المخيف لفريق ميدلسبره الذى يلعب له واحداً من أهم لاعبى المنتخب
المصرى ، و هو اللاعب المصرى " محمد شوقي " بالإضافة إلى ميدو المعار إلى
صفوف ويجان أتليتك حتى نهاية الموسم الحالي .
الأداء السيء لهذا الفريق و العجز الفنى الذى يقدمه مدرب الفريق "ساوثجيت"
يدفعنى دائماً للإشفاق على شوقى ، فما رأيناه من شوقى خلال هذا الموسم
والموسم الماضي يصيبنا بالصدمه فهو ليس محمد شوقى الذى نعرفه أحد أحسن
لاعبى مركز محور الإرتكاز بالجيل الحالى على الإطلاق مما دفعنى لاسترجاع
بعض من مبارياته مع فريق الأهلى المصرى و مع المنتخب المصرى خلال العامين
الماضيين ،لتخبرنى ذاكرتى أن شوقى تعرض مستواه لهزه عنيفه لم يكن هو السبب
فيها ولكن ربما المدير الفني للفريق هو العامل الرئيسي للمستوى المتدني
لشوقي .
كلنا نعلم من هو محمد شوقى ، و لا ينكر أحد دوره كأحسن من لعب فى مركز خط
الوسط المدافع بالمنتخب المصرى منذ عقود و الكلام ليس من فراغ فالكرة
تغيرت و خريطة الكرة الأفريقية تغيرت أيضاً ، و أصبح المنتخب المصرى
يتغلب بسهولة على منتخبات أفريقية لها ثقل كبير بفضل محترفيها ، و كان
لابد لشوقي من تطوير أداءه حتى يستطيع مواجهة أقوى لاعبى خطوط الوسط
بالعالم ، مثل يايا توريه لاعب الكوتديفوار و نجم فريق برشلونه الاسبانى ،
و ألكسندر سونج لاعب المنتخب الكاميرونى و نجم فريق الأرسنال الإنجليزى ،
و بابا بوبا ديوب لاعب المنتخب السنغالى و نجم بورتسموث الإنجليزى ، و كان
شوقى بحجم المسئولية و استطاع أن يتفوق على كل هؤلاء اللاعبين ، بالرغم من
كونه يلعب بفريق الأهلى المصرى في الدوري المحلي , و بعد كل هذا النجاح
توقع الجميع أن شوقى هو أنسب لاعب يمكن أن يخوض تجربه الإحتراف الأوروبي
خاصةً أن دوره التكتيكى بالملعب لا تخطئه عين خبير و تفوقه على هذه
الأسماء الكبيرة التى تلعب بنفس مركزه ، أعطوه الحق فى أن يخوض تجربه
إحترافيه من المتوقع لها النجاح الباهر و قد كان واحترف شوقى بأقوى دوري
في العالم وهو الدوري الإنجليزي ... و لكن ......!!
لغز الستة أشهر !
اسمحوا لى أن نعود للبداية منذ أن ذهب شوقى الى ميدلسبره ليواجه لغز
الستة أشهر المعتاد الذى كتبه القدر على كل محترف مصرى يذهب إلى إنجلترا
إنه لغز محير بالفعل و لا أجد له تفسيراً مهما حاولت أن أبرره ، فكل لاعب
مصرى يحترف بالدورى الإنجليزي نقف جميعاً ننتظر مشاركته مع فريقه
الإنجليزى الجديد ،ولكننا نفاجأ باستبعاده من المشاركة بالرغم من ذهابه
إلى ناديه الإنجليزى و هو فى كامل لياقته الفنية و البدنية ، و عند سؤال
المدير الفنى عن هذا اللاعب المصرى المتواجد خارج التشكيلة يكون الجواب
مستفز للغاية و هو أن اللاعب المصرى بحاجه إلى فترة إنتقالية ليعتاد على
الأجواء الإنجليزية , أو نفاجأ بجواب أخر و أكثر استفزازاً من سابقه و هو
أنه متغيب لبعض الأمور الفنية و هى إجابه تحمل إهانة واضحة فى طياتها ، و
معناها أن المدير الفنى الإنجليزى اكتشف فجأة أن اللاعب المصرى الذى ظل
يفاوضه و يتابعه قرابه الموسم يفتقر إلى بعض الأمور الفنية التى لا تجعله
يخاطر بالدفع به كى لا يتأثر الفريق بمستواه المنخفض !!
إذن لماذا أحضرته من البداية و تابعته و تفاوضت مع ناديه طالما أنه لن يفيدك و ستضطر إلى إعاده تأهيله من جديد !!
لقد واجه محمد شوقى هذا الموقف ومن قبله الاعب أحمـــد فتحــــى الذى احترف بشيفلد
يونايتد رغم ثقتنا الكبيرة بإمكانيات الاعب أحمـــد فتحــــى و أنه وقتها كان لا يقل فى
المستوى عن أحسن لاعبى مركز خط الوسط بالدورى الانجليزى !!
أنا أحاول أن أضعك فى الصوره عزيزى القاريء .. حاول أن تتخيل معى أنك لاعب
مصرى ذاهب لتحقيق حلم حياتك و هو اللعب بالدورى الإنجليزى حاملاً كل
طموحاتك و مقدم على التجربة بكل الحماس لتكتشف أنك مستبعد لأسباب فنيه
مزعومه ، رغم ثقتك الكبيره بنفسك و معرفتك بأن أغلب لاعبى الدورى
الانجليزى الأفارقه الذين تراهم يلعبون أمامك انت قد لعبت أمامهم في
المنتخب المصرى بل و تفوقت عليهم أيضاً وبالتالى تصاب بالإحباط و تفقد
الثقة بنفسك و يتأثر مستواك بسبب رؤية خاطئه للمدرب ..أصابته العنجهيه
الإنجليزيه بالعمى .
و بالفعل تأثر مستوى شوقى و تراجع مستوى لاعب خط الوسط المصرى العملاق
بفعل فاعل و هو المدرب الإنجليزي ساوثجيت قليل الخبرة عديم الشخصية فى
الملعب و خارج الملعب ، و الذى تسبب بفكره العقيم فى إصابه شوقى بالشلل
التام في المعلب فكثير من الناس تعيب على شوقى أنه لا يتقدم للأمام لإكمال
الهجمة مع فريق ميدلسبره و لا يعلمون أن العيب يكمن بالمدرب الذى يعطى
واجبات دفاعية بحته للاعب بحجم محمد شوقى ، تجعله يظهر بهذا المستوى ، و
الأدهى و الأمر أن شوقى يكون هو دائماً كبش فداء خط الوسط بعد كل هزيمه
وكأنه يلعب بمفرده فى الفريق و نلاحظ أنه عند استبعاد شوقى من التشكيل ،
يستمر الفريق بالخسارة إذن العيب ليس فى شوقى، كما أن البعض الاخر يرى أن
شوقى لا يمتلك مقومات اللعب بالدورى الإنجليزى من حيث القوة و السرعة ...
ولكني أقول لهم أن العيب مرة اخرى ليس بشوقى على الإطلاق بل العيب بالمدير
الفنى الذى لا يحسن استغلال الطاقه الهجوميه للاعبنا المصرى ، فمن منا لا
يذكر الهدف الذى أحرزه شوقى بمرمى الكاميرون على استاد المقاولون العرب
بالتصفيات المؤهلة لكاس العالم الماضية و التى فاز بها المنتخب بنتيجه 3-2
.. في عهد المدرب الإيطالى "تارديلى" ويومها أحزر شوقى الهدف الاول من
متابعه لكره عرضية من "أبو تريكه" داخل منطقه الجزاء و كان هذا الهدف أبلغ
دليل على وجود الحس الهجومى عند شوقى ، و أيضاً هدفه بمرمى الكاميرون بنفس
التصفيات على أرض الكاميرون عندما تابع كرة عرضية ضاله استطاع تحويلها إلى
هدف ، و من منا لا يذكر قيامه بالواجبات الدفاعية و الهجومية مع فريق
الأهلى و على يد المدرب البرتغالي الكبير مانويل جوزيه الذى استطاع أن
يطور من أداء شوقى و يكتشف بداخله الحس الهجومى ، و اعطاه الثقه لبناء
الهجمات ليصبح أحد أهم مفاتيح اللعب بالفريق و حسن شحاته الذى لعب بشوقى
أهم دور تكتيكى تم بمباريات منتخب مصر على مدار تاريخه فكان أحد أهم
الأسباب للفوز بكأس الأمم الأفريقيه عام 2006 ، كما تكرر نفس الدور عندما
لعب بجوار حسنى عبد ربه ليتفوقو على خط وسط فريق الكاميرون الرهيب و يفوزو
عليه بأربعه أهداف في افتتاح كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بغانا ليكون هذا
الفوز هو مفتاح الحصول على البطولة فيم بعد بفضل تفوق ثنائى خط الوسط
المصرى .
خلاصة الكلام ...
المشكلة ليست فى شوقى فكلنا نعلم مستواه الحقيقى و لا نشك للحظه فى
إمكانياته و نعلم أنه أفضل من أنجبت كرة القدم المصرية من لاعبى خط الوسط
، و كلنا رأينا اداءه أمام أقوى لاعبى أفريقيا الذين هم بالتبعيه من أقوى
لاعبى العالم و قدرته على مجاراة هؤلاء اللاعبين و إيقاف خطورتهم .
و لكن المشكلة والعيب يرجع إلى فكر عقيم من مدربين كنا نتعقد أنهم الافضل
على مستوى العالم لنكتشف أنه ليس كل ما هو قادم من الغرب جيد و أن لديهم
من هم يفتقرون إلى الخبرة و تطوير فرقهم و الاستفاده من قدرات لاعبيهم و
إخراجها لترى النور.
فأنا أتسائل هل لاعبينا فعلا ليسوا بحجم الدورى الانجليزى ! و هل يجب
على كل من يذهب إلى الدورى الإنجليزى أن يصاب بعطب لمدة ستة أشهر من عدم
اللعب بحجة اكتشاف ـن مستواه لا يؤهله للعب بالدورى الإنجليزى ، و أوجه
سؤالى إلى مدربى الدورى الإنجليزى و خاصة فرق المؤخرة مثل ميدلسبره و
أمثاله , إذا كنتم تفتقدون إلى الثقه بقدرات اللاعب المصرى فلماذا
أحضرتموه من البداية فلاعبينا لم يتطوروا كما كنا نعتقد معكم بل فقدو
كثيرا من فاعليتهم بسببكم .
و لكم فى عمرو زكى العبرة والمثل فهذا اللاعب تم أخذه من نادى الزمالك
المصرى ليلعب بالدورى الإنجليزى مباشرة دون تلك الفترة الإنتقالية
المزعومة التى تسببت فى إنخفاض مستوى العديد من لاعبينا و تحت قياده مدرب
طموح هو ستيف بروس و فريق يرغب فى الوصول إلى مقعد أوروبى الموسم القادم ،
ليثبت أن اللاعب المصرى جدير باللعب بأفضل الدوريات الأوروبية و مناطحة
لاعبيها الأفذاذ ، وأقول لحسن شحاته كان الله بعونك فأنا أعلم تماماً أنك
تعتبر شوقى هو رمانه ميزان الفريق وإذا كان دون مستواه فإن المنتخب المصرى
يعتبر فى خطر حقيقى , و لكن ثقتى بك كمدرب تجعلنى أطمئن إلى أنك تستطيع
إخراج شوقى من هذه الحالة التى أصابه بها فكر عقيم من مدرب ضعيف
الإمكانيات مثل ساوثجيت .
و أخيراً .. رسالتى إلى لاعبينا المصريين إذا كان قدر لكم أن تحترفو فى
أوروبا فاختارو فرقاً لها طموح و لا تنجرفو وراء تيار الإحتراف العشوائى
حتى و لو كان بالدورى الإنجليزى .. و كونو عقلانيين واختارو فريق و مدرب
يستطيع أن يرتقى بمستواكم فنحن لا نريد أن ينخفض مستواكم و نفقدكم
فالمنتخب يحتاجكم بمشواره الطويل فى التأهل إلى كأس العالم والظهور بالشكل
الذى ظهر عليه في كأس الأمم الأفريقية فبكم يستطيع المنتخب المصرى أن يكون
وسط كبار العالم في جنوب أفريقيا .