الصحافة بين الرسالة والمهنة

كانت الصحافة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مجرد تجميع لبعض الآراء والتهكمات بالإضافة إلى كونها مصدرا للمعلومات.
ومع تطور وسائل الإعلام .. يبدو أن النقاد الذين لا يفهمون أي شيىء آخر عن الصحافة يعرفون الفرق بين الموضوعية والذاتية . . ومن ثم يتهمك أحدهم بأن كتبابتك تفتقر إلى الموضوعية. لذلك من الضرورة بمكان أن نعرض للموضوعية والذاتية تعاريف محددة.
فكلمة موضوعي تعني أن تتجرد وألا تتأثر بشعور شخصي وألا تتحيز. أما كلمة ذاتي فتعني الاعتماد على نزعات شخصية بحتة.
وبين المصطلحين، هناك قضايا لا تخضع للمسألة وهي التغطية الإعلامية للحرب، حينئذٍ تذوب الذاتية والموضوعية معاً في وعاءٍ فكريٍ يطفح بالإنسانية لدى البعض.
وفي هذه الحالة يجب على الصحفي إخفاء المشاعر لأن تعاطف الصحافي مع ضحايا كارثة أثناء عمله وإظهار المشاعر لمصادر الأخبار ينم عن ضعف شخصية الصحافي ويفضل أن يغادر المكان.
أما البعض الآخر فتطفو الوطنية على مكونات فكره وقراره معا ويظهر ذلك جلياً في الصحافة الغربية المرافقة للحملات العسكرية حينئذ تكون السياسة قد نفذت في جدار المهنية.
ومن ملاحظاتي . . أن الموضوعية أصبحت الأن هي المفوض الرسمي والشرعي للصحافة وخلافها هو التحريض .. لكن هذه النظرية تجد أرضاً خصبة لها في في حقبات السلم وتمتزج لدى البعض الموضوعية والذاتية معاً وإن جزئياً خلال تغطية الحروب. لكن الجدل الدائر حول مطالبة إعلام الدول التي تحولت إلى مسرحٍ للأحداث بممارسة الموضوعية وتتعرض مكاتبها للقصف في آن أيضاً باعتبارها تحريضية.
مع ذلك وخلافاً لتلك المرحلة حين كان ممكناً تحديد مع من يقف الصحافي .. أصبحت الموضوعية اليوم المثل الأعلى الذي ينشده كل الصحفيين وزادت مسؤولياتهم لتصبح ضاغطاً على الصحافيين.
لذلك فإن المسؤولية يعبر عنها بقلم ينزف قوة فريدة بدءاً من جمع المعلومات وانتهاء بكتابته المادة .. ذلك يساعد في التحكم بقوة الصحافة ومنع استخدامها ضد شخص أو مؤسسة.
ويصف الخبراء الصحافة بأنها مجرد حكم أو وسيط في عصر المعلومات. لذلك فإن جون تيلور حذر الصحافيين من تدخل أشخاص لا يعرفون شيئاٍ.. لأنهم – الصحفيون - يتحملون المسؤولية المهنية وتبعاتها.
ولكن الصحافي سيدرك وبسرعة في أثناء العمل في مؤسسته مدى معارضة رؤساء التحرير لرأي الخبراء. فمن المؤكد أنهم سيبحثون لك عن فرصة إبداء الآراء الخاصة ولكن ليس في أقسام الأخبار ويمكن ذلك في كتابة عمود الرأي . ببساطة يجب أن تكتب موضوعاتك متجرداً من النزعات الشخصية لأن هذا مطلب القراء جميعا.
ويقول المتخصصون في دراسة مثل هذه الأمور: "إن الإدعاء أن البشر بما لديهم من ميول شخصية يمكنهم أن يصبحوا موضوعيين في عملهم هو ادعاء غير واقعي".
غير أن عدداً ممن مارسوا مهنة الصحافة الحديثة يرى أن الموضوعية تشكل عائقا أمام الحقيقة وانسياب المضمون ويعرض الباحثون لدى الجامعات والصحفيون المعاصرون " رواياتهم الواقعية " في المجلات والكتب . فإذا التحقت بالعمل في أي صحيفة فعليك بإظهار نزاهتك أي موضوعيتك.
أما الذاتية فلا تملك أن تقحم نفسها عندما يدرك المرء أن المندوب الصحافي – عموماً – قد أصبح حكما على محتوى الموضوع أو ما يدخل فيه. فهو الذي يقوم بتجميع أطراف المادة وهو أيضاً مراقب جودة الإنتاج وهو قاض محكمة المعلومات (القذف والتشهير) في أي موضوع يكتبه. ومع هذا لا يهيم على وجهه في الحياة دون توجيهٍ من الذين يعرفون قواعد الكتابة جيداً.
ليس معيباً أن يعرض الصحفي مادته للمراجعة ولكن من زميل المهنة .. لكن المعيب هو الإخفاق في تدقيق الموضوع وتنسيق عباراته بنسيجٍ يجذب نظرات القارىء لتنساب على سطح الورق كما لو كانت موسيقى آلة البيانو. وفي إطار أشمل فالصحف تخضع لنظام متكافىء تختلط فيه الكوابح بالتوازن. والتجربة والممارسة الطويلة غالباً ما تحسم الصراع بين الموضوعية والذاتية في أثناء العمل. وبعد انقضاء زمن في عملك الصحفي ستكتشف أن الذاتية أصعب من الموضوعية. والمسألة هنا مرتبطة بالضمير مفتاح التحكم بالذاتية والموضوعية .. لكن تأنيبك ليس مرتبط بآنية الكتابة .. إذ يمكن أن يصيبك بعد حين .. مثلما أصاب بعض العسكريين الذين ارتكبوا جرائم حرب في ميدان المعركة فاصابهم الدوار في كبرهم .. والصحافة كذلك.
لذلك فإنني أدعو الخبراء إلى خوض تجربة فريدة لمحو الخدش الذي أصاب ضمائر بعض من يعملون في مهنة الإعلام .. فالطريقة المثلى هي الإجماع على صيغة توافقية تتمخض عنها صياغة واضحة لنظرية إعلام جديدة تضع حدوداً للخلاف القائم بين الإعلاميين في الشرق والغرب ..كيف؟ خلاف بين معسكر الوطنية والإنسانية .. سوف أحاول مستقبلاً وضع عناصر أساسية تلوح في الأفق لترسيخ مفاهيم الوطنية والإنسانية.
وعليه .. فإن بحر المعلومات الذي تسبح فيه كل يوم يحتاج أمامه كل أوهامك عن بساطة العالم وعدالته وأؤكد هنا على إنسانيته في مناطق الصراع كي يعيد الإعلام ثقة الجمهور به التي غمرتها غبار الحروب. والخطر الحقيقي أنك ستجد نفسك توافق كل إنسان لكنك لا تثق في أي أحد.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية

شكرا على كل ما قدمته من مجهود فى هذا الموضوع
وننتظر منك كل ما هو جديد فى منتدى النجم أحمــد فتحــى
ونتمنى لك دوام الصحه والعافيه

شكرا للموضوع الأكثر من رائع

شكرا على الموضوع الجميل

شكرا

[color=red]شكرا على الموضوع الرائع [/color][b]

طالما بنت كاتبه الموضوع كله شكرا مشكور الموضوع جميل ......................فينك يا ابو حفيظه ههههه

بس ريهام مش اى بنت
ريهام اختنا كلنا
يعنى مش تلمح فى كلامك حاجه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

طيب يا عم المشرف انا مغلطش انا بقول الصراحه..............................وانت اللى علقت

الصحافة دى رسالة من الانسان لكى يوصل الحقائق للناس
وكان سيدنا محمد رسالتة ان يوصل الاسلام كارسالة لعبادة فا الصحافة مهنة الانبياء
ولعلنا نعرف ذلك جيدا

وجزاكى الله خيرا

شكرا على الموضوع

شكرا على موضوعك الجميل

شكرا ليكى