مؤلفاتي عن الموسيقار وشقيقته قال لي : الا زلت تسمع فريد .. ؟
قلت : نعم
قال : طوال هذه السنوات ؟
قلت : و الى ان يقول الله كلمته .
قال : امرك غريب !
قلت : وامرك اغرب ؟ اتعتقد ان احساس الانسان يخضع لرغبات الآخرين ؟ انه احجيه طلاسمها بيد الخالق.
قال جاهلا : الا تملّ سمـاعه ؟؟
قلت بعد ان اعتدلت في مزاجي ..: انا لااملّ سماعه ... لأني اسمع ما لا يُسْمع
( بضم الياء وتسكين السين ) .
سأل وقد ارتفعت عيناه الى سقف رأسه وبعد ان اعتدل في جلسته المائعة على الاريكة : وقال باستنكار ملغز : الامر يحتاج الى توضيح ؟
اجبته : ببساطه اسمع مالا يُسمع .. لأني في كل مرّة اسمع فيها اللحن اكتشف جديدا لم اسمعه من قبل ! كل جزأيه في اللحن مهما كانت صغيره متواريه ، كل حركه آليّة نغميه ، كل نبسه في اطار اللحن وتفاصيله الكبيره . التي هي كالانسان عندما تراه لأول مره ماتعرفه منه شكلا وصوره ولكن اعماقه لاتكتشفها الا بطول الصحبه ... وهذا هو اللحن الذي عندما تتشربه تماما ( وهذا لايتأتّى بسرعه او ببساطه كما يظن العجالى )
يبقى للحن مذاق آخر له رائحة الزمن وعطر الايام عذاباته عذبه ودمعته حلوه شيء اسمه : الذكــريــات ... ذكرياتك مع اللحن عندما استمعت اليه لأول مرّه : اين كنت ؟ مع من ؟ متى ؟ ماهي حالاتك تلك الايام ... ؟
انه اجترار للحظات سعيده من الزمن المنصرم قد ترد عليها آهةٌ حرّى او تطفئها دمعةٌ ضاقت بمحجرها تلك هى اسباب تواصلي مع انغام هذا المارد ،وما لا تعلمه اني لااحب ان ارى فريد الاطرش وهو يغني ، لكيلا تسرق مني الصورة شيئا من اللحن ..
هل اوفيتك حقك ؟ انها الذكرى ذكريات اللحن الذى تحبسه المشاعر فيظل يتراقص في محراب الصدور ...
وقلب بلا ذكريات .... قلب ميت .
لعمري ما الرزيّة فقد شاة او بعير
ان الرزيّة فقد حــــــــرّ ...
يموت لموتــــه خلق كثير