أما الكذب فحدّث ولا حرج. فلان يكذب على فلان حتى يظهر بصورة (مشرفّة) أمامه. أنا راتبي 7 ألف ووظيفتي مدير عام وتجد أن راتبه لا يتعدى ال 3 الاف ورتبته موظف عادي. ما العيب في هذا ؟ لماذا الكذب ؟ لماذا التغطرس ؟ هل مرتبة الفرد تتحدّد وفقاً لوظيفته وراتبه ؟ لو خيروك بين راتب 3 الاف جنيه وتكون حافظاً للقرآن وبين راتب 60 ألف جنيه وبينك وبين الدين أميال فماذا تختار ؟ حصل لي موقف قبل عدة أعوام عندما لاقيت شاباً من أيام الدراسة الجامعية وسألته كيف حاله ولم أسأله ماذا يعمل اليوم حتى لا أحرجه ان كان لم يوفّق بايجاد وظيفة ملائمة فتلقائياُ بدأ يحدثني عن نفسه وقال أنه مدير جناح في احدى المستشفيات المشهورة وكلامه لا أساس له من الصحة وكل هذا من أجل الظهور بشكل لائق. أصبح الكذب وسيلة رخيصة للتغلّب على الجوهر الفارغ. الكل يكذب على الكل وحبل الكذب طوله كطول المسافة التي بينك وبين شاشة الكمبيوترالذى أمامك.