استشهاد سيد شباب أهل الجنة :
و علم الحسين أن النهاية قد قربت فطلب من جنده ان يتفرقوا عنه تحت جنح الليل لكنهم أبوا إلا أن يموتوا دونه.
و اصبح الصباح واشتد العطش بالحسين رضي الله عنه و بمن معه و حبس الماء عنهم ثلاثة أيام أو يزيد و قد رأى الحسين ابنه عبد الله يبكي من الألم و العطش و قد بح صوته من البكاء فحمله على يديه و قال للظالمين : "اتقوا الله في الطفل إن لم تتقوا الله فينا" فرمى رجل الطفل بسهم فنفذ إلى أحشاءه و هو بين يدي والده رضي الله عنه.
ومسح عبد الله ابن مسلم ابن عقيل جبينه فيصيبه سهم يثبت يده في جبهته.
وعلي اصغر أبناء الحسين رضي الله عنه يقاتل ثم يعود لأبيه فيقول : يا أبت العطش
فيجيبه الحسين رضي الله عنه : اصبر يا حبيبي فإنك لا تمسي حتى يسقيك رسول الله بكأسه فينصرف إلى القتال و بالفعل يصاب علي بن الحسين رضي الله عنهما بسهم في حلقه
فيقبل و هو يشجب دماً و يقول : يا أبتاه عليك السلام هذا جدي رسول الله يقرئك السلام ويقول عجل القدوم إلينا
ثم قتل الحسين سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه وقطعت رأسه الشريفة و قد وجد في جسده رضي الله عنه بعد وفاته ثلاث و ثلاثون طعنه و أربع و أربعون ضربة غير إصابات النبل و السهام و أحصاها بعضهم من ثيابه فإذا هي مائه و عشرون.
و هكذا قتل الذكور من آل بيت النبي صلى الله عليه و سلم في كربلاء و لم يبق غير الصبي زين العابدين و تقول السيدة زينب أخت الحسين رضي الله عنهما و هي تستنجد و تستجير : يا محمداه
رحم الله الحسين رضي الله عنه حفيد سيد ولد آدم رسول الله صلى الله عليه و سلم وسيد شباب أهل الجنة