موقفان يدفعان إلى التأمل فيهما طويلا. موقف مطرب شاب فى قمة مجده ونجاحه آثر التشبث بالقيم والأخلاق فكسب احترام نفسه أولا والناس ثانيا، وموقف مذيعة فى قمة مجدها آثرت التخلى عن كل ما له علاقة بالقيم النبيلة، واندفعت لاهثة وراء المال لتجنيه بكل السبل المشروعة وغير المشروعة حتى سقطت فى النهاية سقطة مروعة. وسنتحدث عن الموقفين بالتفصيل فى السطور التالية
(1)
أعجبنى كثيرا موقف المطرب الشاب حمادة هلال ، فرغم صغر سنه وحجم الإغراءات الهائلة المحيطة به إلا أنه أصر على ان يحترم نفسه. فلقد اشترط على متعهدى حفلاته [b]ضرورة فصل البنات عن الشباب فى هذه الحفلات قبل صعودة على خشبة المسرح لآداء فقرته الغنائية وكذلك عدم استدعاءه لاحياء اى حفل يقام بفندق يقدم خمورا لرواده أثناء إقامة الحفل[/b]
[b][/b]
وفى تصريح خاص اكد احد المتعهدين الكبار أنهم أبدوا دهشتهم الشديدة من هذا الشرط الغريب الذى لم يصادفوا مثيلا له طيلة سنوات اشتغالهم بهذه المهنة من قبل أى مطرب آخر قديم اوجديد وأوضح أن حمادة هلال أكد لهم أنه شعر بسعادة بالغة وارتياح شديد فى حفل وندر لاند بمدينة نصر والذى قام بإحياءه مؤخرا وحضره نحو ثلاثة الاف طالب وطالبة من مدارس وجامعات مصر المختلفة وأصر فيه حمادة على ضرورة فصل البنات عن الأولاد قبل أن يصعد على خشبة المسرح وتوجه قبل الحفل لأداء صلاة العصر واختتم فقرته قبل حلول موعد صلاة المغرب
هذه المواقف الرائعة من حمادة هلال إن دلت على شىء فإنما تدل على مدى أصالته ، وعلى إسلامه الجميل الذى لم يتأثر ببريق الشهرة أو طوفان الأموال المتدفقة عليه (2)
وفى المقابل نجد مذيعة شقت طريقها من الصفر حتى وصلت إلى منصب كبيرة المذيعات. وبدلا من أن تصون نعمتها، وتسجد لله شكرا ليلا ونهارا على عطائه، أصرت على إهانة نفسها، فأخذت تلهث وراء تحقيق الثروة بطريقة غير مشروعة حتى ألقتها أطماعها فى السجن لتمكث وراء قضبانه ثمان سنوات. إنها المذيعة أمانى أبوخزيم
نظرات حزينة من أمانى خلف القضبان قصة صعود وسقوط أمانى أبو خزيم أماني أبو خزيم.. اسمها بالكامل أماني السيد كامل أبو خزيم من مواليد المنصورة بمحافظة الدقهلية بتاريخ 8/4/1959، حاصلة علي بكالوريوس تجارة شعبة المحاسبة من جامعة المنصورة عام 1981م بدأت حياتها في وظيفة أخصائية إحصاء بإدارة المنصورة التعليمية التابعة لمديرية التربية والتعليم بمحافظة الدقهلية ثم عملت فترة من الوقت مدرسة ثانوي تجاري بالمنصورة، وفي يوليو من عام 89 نجحت عبر 'بلدياتها' الإعلامي الراحل حسين عنان رئيس اتحاذ الاذاعة والتليفزيون آنذاك في اقتحام عالم الشهرة ودخول مبني ماسبيرو للعمل مذيعة في التليفزيون حيث عينها رئيس الاتحاد قبل خروجه للمعاش
بعدها احتضنها وتبناها 'بلدياتها' الثاني الراحل عبدالسلام النادي الذي كان رئيسا للتليفزيون منذ عام 88 حيث اهتم بها واسند إليها تقديم بعض البرامج أشهرها 'كتاب في حياتي' بالإضافة إلي السماح لها بقراءة النشرات التي كانت تشرف عليها وقتها الإدارة المركزية لأخبار التليفزيون
مع صدور قرار الإعلامي أمين بسيوني رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون آنذاك بفصل الاخبار عن التليفزيون وانشاء قطاع مستقل لها في 1/7/1996 انتقلت أماني أبو خزيم للعمل في قطاع الأخبار مذيعة نشرة بالإضافة إلي اشتراكها في تقديم برامج المناسبات وبعض البرامج العسكرية مثل 'طلائع النصر' و'بانوراما عسكرية'
ظلت أماني حتي قبل القبض عليها بأيام تقدم نشرة أخبار التاسعة مساء يوم الثلاثاء أسبوعيا بالإضافة إلي مشاركتها في تقديم برنامج 'صباح الخير يا مصر' يوم الجمعةخلال عمل أماني في برنامج 'صباح الخير يا مصر' يوم الجمعة سجلت تقارير الأجهزة الرقابية الكثير من التجاوزات التي حدثت عبر أحد المندوبين المشبوهين الذي كان يشاركها إعداد البرنامج قبل ثلاث سنوات أثناء رئاسة محمد الوكيل للقطاع، حيث قاما معا بإذاعة العديد من الفقرات الإعلانية استضافا خلالها بعض رجال الأعمال للحديث عن أنشطتهم مما ساهم في تربحهما من العمل في هذا اليوم المحظوظ، لدرجة أنه كانت هناك مقولة شهيرة في قطاع الأخبار تقول: 'من يريد أن يمرر فقرة إعلانية مدفوع فيها 'زيس' فعليه اللجوء لفريق إعداد يوم الجمعة'، وبسبب هذه التقارير أصدر رئيس الاتحاد وقتها السيد حسن حامد قرارا بنقل هذا المندوب إلي إدارة أخري لا تتعامل مع الشاشة
استمرت رحلة المذيعة مع النجومية والشهرة، وبدأت في الترقي مثل باقي زميلاتها في القطاع حتي وصلت إلي درجة كبيرة مذيعات
قضية نصب
منذ تعيين أماني أبو خزيم في التليفزيون وقد عرف عنها طموحها الجامح وتطلعها دائما لإقامة شبكة من العلاقات والمصالح التي تخدم وضعها الوظيفي، بالإضافة إلي حبها ونهمها للثراء السريع، هذا الطموح أوقعها في أزمة كبيرة عام 2003 عندما أصدرت محكمة جنح عابدين حكما بحبسها لمدة شهر مع الشغل وكفالة ألف جنيه و2001 جنيه علي سبيل التعويض المؤقت في القضية رقم 3625 لسنة 2003 التي أقامها ضدها المنتج التليفزيوني شعبان رشاد اتهمها بالنصب عليه وطالبها برد مبلغ 14 ألف جنيه كانت قد تقاضته منه نظير تقديمها برنامجا تليفزيونيا للقناة الفضائية المصرية يحمل اسم 'أهل القمة' خلال شهر رمضان
استمر تداول الدعوي في المحاكم أكثر من عام حيث قامت المذيعة بعمل استئناف في الحكم، وأصدرت محكمة استئناف عابدين في جلستها المنعقدة بتاريخ 31 مارس 2004 حكما ببراءة المذيعة بعد أن قدم محاميها ما يثبت أنها أعادت المبلغ محل النزاع للمنتج، كما قدم تصالحا بين الطرفين لهيئة المحكمة قاد إلي حكم البراءة
علي أثر هذه القضية حولها رئيس قطاع الأخبار آنذاك د. ثروت مكي للشئون القانونية بالقطاع للتحقيق معها فيما نسب إليها خاصة أنه كان قد تلقي شكوي رسمية من المنتج شعبان رشاد، وبناء عليه فقد قررت الشئون القانونية مجازاتها بعقوبة الانذار لمخالفتها التعليمات حيث اتفقت وقامت بتصوير البرنامج دون الحصول علي إذن مسبق من رئيس القطاع
استمر مشوار سقوط أماني أبوخزيم حتي محطته الأخيرة حيث تم القبض عليها في قضية الرشوة المتهم فيها عصمت أبو المعالي رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر لتوجه إليها عدة اتهامات منها التربح وتقديم رشاوي والحصول عليها'.ومن ثم يتم الحكم عليها بالسجن ثمان سنوات