٣٠ يوما قضتها أم في حيرة وقلق وخوف، تركت طفلها الرضيع لسيدة في طابور عيش بالجيزة، اختفت السيدة بالطفل، لتسكن الأحزان منزل أسرة الرضيع، دلت التحريات علي أن سيدة في الجيزة أيضا شعرت بأن زوجها سيطلقها إذا لم تنجب له طفلا، استغلت انشغال الأم في طابور العيش وسرقت رضيعها.
سافرت به إلي بلدتها في المنيا، واستقرت به هناك لمدة شهر، وعادت إلي زوجها وأبلغته بأن إحدي قريباتها توفيت وتركت لها الطفل الرضيع لتتولي رعايته، وقالت السيدة لجيرانها إنها أنجبت الطفل قبل ٦ أشهر في بلدتها وتركته هناك داخل «حضانة».. التفاصيل تكشفها السطور التالية وسطرها ضباط مباحث الجيزة في محضر التحريات التي أشرف عليها اللواء محسن حفظي، مساعد الوزير لأمن الجيزة وأحالها إلي نيابة جنوب الجيزة لمباشرة التحقيقات.
بدأت التفاصيل ببلاغ تلقاه اللواء علي السبكي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة من أنهار زيدان جابر حسن «٣٥ سنة» قالت إنها كانت تقف في طابور العيش في قرية «أبوالنمرس» وأنها فوجئت بسيدة تقترب منها، وتطلب أن تحمل طفلها الرضيع حتي لا يصيبه مكروه من الزحام في طابور العيش، أضافت الأم أنها تركت الرضيع واشترت بـ«جنيه عيش» وبعد دقائق وجدت السيدة قد اختفت ومعها الطفل.
تم تشكيل فريق بحث ضم اللواء عادل الشاذلي، والعميدين أحمد عبدالعال وجمعة توفيق، وتبين أن المبلغة تقيم مع زوجها سعيد صالح رمضان «٢٧ سنة» بائع متجول، وأنها كانت يوم الحادث بصحبة رضيعها «٦ أشهر» في طابور العيش ووقع الحادث.
تم إخطار مكاتب الصحة ومراقبة السيدات اللاتي يتوجهن بأطفالهن إلي المستشفيات العامة والخاصة بالجيزة، كما تم حصر أطباء التوليد ومراكز علاج العقم وفحص المسجلين خطر، ودلت تحريات المقدم أحمد مبروك، رئيس مباحث مركز الجيزة وأقوال شهود عيان،
علي أن ربة منزل «٤٨ سنة»، سافرت منذ شهر إلي بلدتها سمالوط في المنيا وعادت إلي منزلها مساء أمس الأول وهي تحمل طفلا رضيعا «٦ أشهر» وعندما سألها الجيران أخبرتهم بأنه ابنها وأنها وضعته في «حضانة» بأحد المستشفيات في المنيا طوال الـ٦ أشهر، وأنها سافرت الشهر الماضي لتطمئن عليه وتعود به إلي زوجها «٣٦ سنة» سائق سيارة نقل،
تم استصدار إذن من النيابة العامة وانتقل رجال المباحث إلي منزل السيدة ومعهم صـــور لأول مره على منتدى النجم أحمد فتحىة الطفل، وتبين أنه هو الطفل المبلغ عن اختطافه، ألقي الرائدان حسن الدكروري ومحمد الدالي، معاونا مباحث مركز الجيزة القبض علي المتهمة، وقالت في التحقيقات التي باشرها عبدالمعبود محمد، وكيل النيابة إنها تزوجت بسائق يصغرها بـ«١٢ عاما» وأنها أنجبت طفلة «٤ سنوات» إلا أن زوجها كان يريد «ولدا» وشعرت أنه سيطلقها إذا لم تنجب طفلا له.
أضافت المتهمة أنها قررت أن تخطف طفلا حتي تقدمه لزوجها وتوهمه أن إحدي قريباتها توفيت وقررت هي تربيته.
وأكدت المتهمة في التحقيقات التي جرت بإشراف المستشار حمادة الصاوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة أنها توجهت إلي «طابور عيش» يصطف أمامه الناس في قرية «أبوالنمرس» وشاهدت زوجة شابة تحمل طفلا، وهي تشتري العيش، وأن طابور العيش كان مزدحما واقتربت منها وأبدت تعاطفها معها، وطلبت منها أن تأخذه حتي تنتهي الأم من الشراء خوفا عليه من الزحام وإصابته بمكروه،
وأضافت أنها غافلت الأم وهربت بالطفل إلي منزلها، ومنه إلي بلدتها في المنيا وأخبرت أقاربها أنها وضعته في أبوالنمرس منذ شهور، وعند عودتها من جديد لقرية «أبوالنمرس» قالت للجيران: هذا طفلي وكان داخل «حضانة» في المنيا.
أمرت النيابة بحبس المتهمة ٤ أيام علي ذمة التحقيقات واستمعت لأقوال الأم المبلغة، وقررت تسليم الطفل الرضيع لوالديه.