الزمان .....القرن الواحد و العشرين ......
المكان .....العالم العربي الإسلامي .....
الأشخاص.....جيل ولد ليعيش ويموت ذليلا....
نعم ....نحن هذا الجيل ....جيل جاء ليعيش زمنا يذق فيه طعم الذل والخيبة والهوان ...جيل جاء لينتسب إلي قوم أضاعو العزة والنور واستبدلوه بالمهانة والظلام .
نعم نحن هذا الجيل ...الجيل الذي ألقي علي عاتقه مسئولية النهوض بأمة أدمنت النوم وعشقت الكسل ...جاء ليبحث عن النجاح في وسط ملئ بالفشل ....جاء ليكسب احترام العالم لأمته بعد أن تجرأ الجميع عليها .
لو كان لي أن أختار زمني ...لو خيرت في أي حقبة أحب أن أعيش ...وعلي أي حال أحب أن أموت....لربما كنت اخترت أزمانا أخري.
لربما كنت اخترت أن أكون تلميذا في محراب ابن الهيثم أراقب تجاربه الضوئية وأخط نظرياته في الفيزياء والهندسة والطب .....ولربما اخترت أن أمضي بفرسي وراء سعد ابن أبي وقاص لأعبر نهرا يفصلنا عن ملك كسري وأخوض معه لأنشر دين الله في ربوع جديدة ....ولربما حتي اخترت أن تسيل دمائي علي رمال حطين وراء القائد المظفر صلاح الدين.
ولكني في هذا الزمن ....الذي انهار فيه كل شيء ...وبقي لزاما علي هذا الجيل أن يصيغ حضارته من البداية ...وأن يصنع مجده بنفسه ....وأن ينتزع نفسه من سهول الخيبة والتخلف ليستقر فوق قمم النجاح والإزدهار.
وماذا لو فشلنا مثل من كان قبلنا ....ماذا لو أننا لم نحقق شيئا لأننا ببساطة لم نجهز لنكون كذلك ...ماذا لو أننا تجرعنا كأس الفشل كما تجرعه سابقينا ....هل سيغفر التاريخ لنا ؟
هل سيغفر التاريخ لأمة أدمنت الهزيمة والإنكسار ...هل سيغفر لشعوب تتوالي يعلم بعضهم بعضا فنون التخلف والإخفاق ؟
أم سيلتمس العذر لأناس أفنوا حياتهم جاهدين في النهوض بمجتمعاتهم وماتوا دون أن يحققوا نجاحا ....هل سيذكر التاريخ أن من بين تلك الشعوب الفاشلة ظهر أناس ناجحون حاولوا بشتي الطرق الإرتقاء بأمتهم لكنهم ماتوا دون تحقيق حلمهم.
لو كان لي أن أختار زماني ..لاخترت زمنا أفخر أن أنتسب إليه ....زمنا يقف التاريخ فيه فخرا وهو يسجل اسمي بأحرف من نور علي صفحات من ذهب ....لكنني في هذا الزمن أخاف أن ألقي بلا شفقة أو هوادة في مزبلة التاريخ ...أخشي أن يقذف بي التاريخ في مزبلته التي لطالما ألقي فيها بالكثيرين ممن لم ينالوا سوي احتقار البشرية جمعاء .
أبتهل إلي الله أن لا أكون منهم ...
وأنتم أين تتوقعون أن يضعكم التاريخ ....فوق القمة ...أم سنذهب جميعا إلي المزبلة؟
عجبنى فنقلته