حـــكـــــــ(الدهر)ــــمـــــــة

كان هناك شيخا يعيش فوق تل من التلال ويملك جوادا وحيدا محببا اليه؛في يوم من الايام فر جواده فجاء اليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر فأجابهم بلا حزن :- وما ادراكم انه حظ عاثر ؟
وبعد ايام قليلة عاد اليه الجواد مصطحبا معه عددا من الخيول البرية .فجاء اليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيدفأجابهم بلا تهلل :-وما ادراكم انه حظ سعيد؟
ولم تمض ايام حتى كان ابنه الشاب يدرب احد هذة الخيول البرية فسقط من فوقة وكسرت ساقة وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء فاجابهم بلا هلع:- وما ادراكم انه حظ سيء؟
بعد اسابيع قليلة اعلنت الحرب وجند شباب القرية واعفت ابن الشيخ من القتال لكسر ساقة ومات في الحرب سباب كثر
وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر الى ما لا نهاية في القصة وليست في القصة فقط
بل وفي الحياة الى امد بعيد ******
اهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم لانهم لا يعرفون على وجهه اليقين ان كان فواته شرا خالصا او خير خفي اراد الله به ان يجنبهم ضررا اكبر؛ ولا يغالون ايضا في الابتهاج لنفس السبب انما يشكرون الله دائما على ما أعطاهم ويفرحون باعتدال ويحزنون على ما فاتهم بصبر وتحمل
هؤلاء هم السعداء حقا ........فان السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم الرضا بالقضاء والقدر ويتقبلون الاقدار بمرونة وايمان ؛ لا يفرح الانسان بمجرد ان حظة سعيد فقد تكون السعادة طريقا للشقاء والعكس بالعكس