رومانسية مابعد الزواج

تريد المرأة أن يعاملها الزوج كما كان يعاملها أثناء الخطوبة، برومانسية، ونعومة فائقتين، وحب فوق صفيح ساخن، وعندما تتذكر أيام الخطوبة، وكثيراً ما تفعل، تشعر بالحسرة، وتندب حظها الذي سلخها عن الأيام الحالمة الجميلة، ونقلها إلى منزل رجل لا يملك ما يقدمه لها إلا الشقاء والنكد وتعب القلب. وفي جلساتها إلى صديقاتها من المتزوجات أو اللواتي لا يزلن عازبات، كثيراً ما تتحدث عن حياتها مع زوجها وتقول: “لقد تغير زوجي كثيراً بعد الزواج، ففي فترة الخطوبة كان يعاملني كملكة، أما الآن، فإنه لا يفكر إلا بنفسه”.
أعرف صديقاً امتحنه الله بزوجة من هذا النوع، توقفت الحياة لديها عند أيام الخطوبة، فلا جمال في حياتها إلا جمال تلك الأيام، ولا روعة إلا روعتها، إلى درجة أن كل المقربين منها والمحيطين بها (بل وحتى زوجها) باتوا يشعرون أنها مسكينة تعرضت لظلم شديد بالزواج، وذات يوم، عقد هذا الصديق العزم على أمر، فقال لزوجته:

تعالي نعش كما كنا نعيش أيام فترة الخطوبة.

وأشرقت أسارير الزوجة، وغطت الفرحة ملامح وجهها، وظهرت حتى على أرنبة أنفها، وشعرها، وأصابع يديها، وشعرت أن حياتها ستعود، أخيراً، للسير في الطريق الصحيح، بعد تخبط كامل في متاهات غريبة.

ومضى الزوج يقول:

اذهبي إلى الصالون، واجلسي أمام الهاتف كما كنت تفعلين في فترة الخطوبة، وانتظري مكالمة هاتفية مني، وسأتصل بك بالموبايل من غرفتي.

وذهبت الزوجة إلى الصالون، وبقي الزوج في الغرفة، واتصل بزوجته هاتفياً، وقال:

تبدين رائعة يا حبيبتي بهذا الفستان الجميل، كأنهم صمموه خصيصاً لك.

ونظرت الزوجة إلى نفسها بامتعاض، وشعرت أن عبارة زوجها تحتوي على كل ما في الدنيا من نفاق، وقالت له:

ولكنك تعرف أنني لا أرتدي فستاناً، وأنني بمريلة المطبخ.

وبلع الزوج ريقه، وتذكر أن زوجته أثناء فترة الخطوبة لم تكن تحس أن كلماته تحتوي على نفاق، مهما بالغ في إطراء جمالها. وانتقل إلى موضوع آخر، وقال لها:

تسريحتك رائعة، أحس أن شعرك الحرير، عندما يهفهف على خدودك، ويرجع يطير، يطير، وكأنه قصيدة كتبها شاعر ملهم.

وأحست الزوجة أن الأرض تميد بها، وقالت للزوج:

هل تسخر مني؟ أنت تعرف أنني لم أسرح شعري، بل إنني لم أغسل وجهي حتى الآن، وكلامك ليس له إلا معنى واحدا هو: إنك تسخر مني.

وأقفلت الخط في وجهه، وذهبت إلى غرفته كالعاصفة لكي تقفل كل أبواب الفرح في حياته. وكان صديقي بحاجة إلى كل ما في الكرة الأرضية من دبلوماسية لكي يقنعها انه لم يسخر منها، وأن “الموقف” هو الذي سخر منهما معا، وإنه كان أثناء فترة الخطوبة يقول لها كلاماً “أكثر كذباً” من هذا الكلام، ومع ذلك فإنها كانت تبلعه، لأنها لم تكن تبحث عن نسبة الكذب في كلامه، وإنما كانت تعتبر كل ما يقال، كلام حب صادرا من القلب، وقال لها: إن العلاقة أثناء فترة الخطوبة شيء، وبعد الزواج شيء آخر، وكل فترة لها روعتها وجمالها.

وأثناء الخطوبة يفتح الرجل حسابا عند بائع الزهور، ويهدي خطيبته ديوان شعر، وبعد الزواج يفتح حسابا لدى البقال، ويهديها صندوق برتقال وعلبة بهارات.


منقووووول مع التحية

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية
وجزاك الله خيرا
_________________

جزاك الله كل خير
شكرا جزيلا

حلو الموضوع

اقول ايه؟؟؟؟ واقع وبيحصل !! كلام ليس له تفسير حتى الان ... س/ ليه كل حاجه بتتغير بعد الجواز؟